دوت أصوات سلسلة انفجارات قوية في أنحاء مختلفة من العاصمة السورية دمشق، في وقت مبكر من صباح الجمعة، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر بالمعارضة بارتكاب القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، “مجزرة” جديدة في “دوما” بريف دمشق، أسفرت عن سقوط 44 قتيلاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. وقالت لجان التنسيق المحلية، إحدى كبرى جماعات المعارضة العاملة من داخل سوريا، إن دوي انفجارات ضخمة سُمع في عدد من أحياء دمشق صباح الجمعة، وأشارت إلى أن أصوات الانفجارات دوت في أجواء العاصمة لأكثر من ثلاث ساعات، وذكرت أنها “ما زالت مستمرة حتى اللحظة”، وذلك حتى إعداد هذا التقرير.حسبما ذكرت سي ان ان الاخبارية الامريكية. كما أفادت اللجان المحلية باشتعال حرائق في بعض المنازل، وحالات نزوح كبيرة لأهالي بلدة “الغارية العربية”، بمحافظة درعا، بعد قصف القاعدة الصاروخية المتواجدة في شرقي “خربة غزالة”، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومسلحي “الجيش السوري الحر”، في مناطق متفرقة بدير الزور، مما أسفر عن سقوط عدد غير معروف من الضحايا. تأتي أحدث موجة من الانفجارات التي تضرب العاصمة السورية، بعد ساعات على وقوع انفجارين في مرآب القصر العدلي (وزارة العدل) بمنطقة “المرجة” وسط دمشق، في وقت سابق الخميس، فيما لم تنفجر عبوة ناسفة ثالثة، وذكر التلفزيون السوري أن الأضرار اقتصرت على سقوط 3 جرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية. من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن “مجموعة إرهابية مسلحة”، وهو الاسم الذي يطلقه نظام دمشق على مسلحي المعارضة، اغتالت الدكتورة أحلام عماد، الأستاذة في كلية الهندسة البتروكيميائية بجامعة “البعث”، في بلدة “الحصن”، بريف حمص أمس الخميس، وأضافت أن عملية الاغتيال تأتي “في إطار استهدافها للكفاءات الوطنية.” ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر في المحافظة قوله إن “المجموعة الإرهابية اقتحمت منزل الدكتورة عماد، وقامت بإطلاق النار عليها، وعلى أفراد عائلتها، مما أدى إلى استشهادها على الفور، مع أمها وأبيها وثلاثة من أبناء أختها”، وأضاف المصدر أن “أهالي الحي، الذي تقيم فيه الدكتورة عماد، أخبروا الجهات المعنية عن الحادثة.” وأضاف المصدر، الذي لم تكشف الوكالة الحكومية عن هويته، أن “الجهات المختصة” اشتبكت مع “الإرهابيين”، الذين اتهمهم بارتكاب “المجزرة”، مما أدى إلى مقتل 10 منهم، بينهم اثنان من “جنسيات عربية”، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 آخرين. تأتي هذه التطورات قبل ساعات من اجتماع دولي مرتقب بمدينة جنيف السبت، للبحث في خطة انتقالية مقترحة لنقل السلطة في سوريا، بمشاركة الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى أطراف دولية وإقليمية أخرى، بهدف إنهاء أعمال القتل المتواصلة في سوريا، والتي أسفرت عن سقوط ما يقرب من 15 ألف قتيل. في الغضون، توجهت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى روسيا الجمعة، حيث من المقرر أن تلتقي نظيرها الروسي، سيرغي لافروف، في مدينة سانت بطرسبرغ، لبحث تطورات الأوضاع الراهنة في سوريا، ودعوة موسكو إلى وقف صادراتها من الأسلحة إلى نظام الأسد. ومن المقرر أن يشارك لافروف، بالإضافة إلى نظيرته الأمريكية، في الاجتماع الطارئ، الذي سيُعقد في جنيف السبت، برئاسة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، وهو الاجتماع الذي عبر الأمين العام للمنظمة الأممية، بان كي مون، عن أمله في أن يشكل “نقطة تحول” في الجهود الدبلوماسية الرامية لتسوية الأزمة السورية.