هز انفجار قوي أحد الأحياء السكنية في مدينة دير الزور، شرقي سوريا، في وقت مبكر من صباح السبت، قال التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إن الانفجار، الذي جاء بعد قليل من إعلان الحكومة عن إحباط محاولة تفجير في نفس المدينة، نجم عن سيارة مفخخة، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا، دون أن تتضح حصيلتهم على الفور. وقال التلفزيون الحكومي، في نبأ عاجل السبت، إن “التفجير الإرهابي”، الذي وقع في حي “غازي عياش” بدير الزور، تسبب أيضاً في حدوث “أضرار كبيرة في المباني السكنية والمنشآت العامة والخاصة المحيطة بموقع التفجير”، فيما ذكرت “سانا”، نقلاً عن أحد مراسليها في المكان، أن “وفداً من المراقبين الدوليين اطلع على موقع الاعتداء الإرهابي.” وكانت مصادر رسمية في الحكومة السورية قد أعلنت في وقت سابق السبت، أن الأجهزة المختصة تمكنت من إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة في “دير الزور”، في الوقت الذي اتهمت فيه الأممالمتحدة ما أسمته ب”طرف ثالث”، بالوقوف وراء تزايد أعمال العنف في سوريا، وذكرت أن عملية التحقق من هوية ذلك الطرف، أو الجهة التي ينتمي إليها، جارية الآن. ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر مسؤول بمحافظة دير الزور قوله إن الجهات المختصة أحبطت محاولة تفجير سيارة مفخخة، وألقت القبض على “المتورطين”، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل، مشيراً إلى أنه تم أيضاً ضبط كميات من العبوات والأحزمة الناسفة، والمواد المتفجرة الداخلة في صناعتها، في “وكر للإرهابيين”، بحي “دير العتيق” بالمدينة. وتصاعدت أعمال العنف في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، الجمعة، حيث أفادت جماعات المعارضة بأن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، فتحت النار على المتظاهرين المناوئين للنظام في المدينة، وأمكن سماع دوي إطلاق النار، بينما كانت القوات النظامية تحاول تفريق مظاهرة بدأت بعد صلاة الفجر، وفقاً للجان التنسيق المحلية في سوريا. من جانبه، أعرب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، عن اعتقاده بأن هناك “طرف ثالث” في سوريا، وفيما لم تتضح على الفور أي معلومات بشأن ذلك الطرف، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم عنان، في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف الجمعة، إن “عملية التحقق من هويته أو الجهة التي ينتمي إليها جارية الآن.” وقال فوزي، في تصريحاته التي أوردتها إذاعة الأممالمتحدة: “عندما نتحدث عن أطراف ثالثة على الأرض، فنحن نعني أن هناك سمات للأنشطة والحوادث والتفجيرات، والتي يبدو أنها من مصادر أخرى غير مصادر المعارضة والحكومة، ولم يتم التحقق من ذلك بعد.. يجب أن نكون حريصين للغاية.” وتابع قائلاً: “كما تعلمون فإن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق، وأديا إلى وقوع أرقام هائلة من الضحايا، قد أعلنت جماعة جهادية مسئوليتها عنهما، ولكن نفس تلك الجماعة نفت بعد أيام أن يكون الادعاء حقيقياً، ووصفت الفيديو الذي نشر على الإنترنت بهذا الشأن، بأنه مزيف.. لذا يجب أن نكون حريصين للغاية بشأن من نحمله المسئولية عن ذلك.” أما عن التعاون مع الحكومة السورية، فقال فوزي إن المبعوث المشترك كوفي عنان، وأفراد الفريق العامل معه، يتواصلون بشكل مستمر مع الحكومة السورية على المستويات المختلفة، وأضاف أن الفريق على الأرض لا يتواصل فقط مع المسئولين الحكوميين، ولكن أيضاً مع ممثلي المعارضة، في مختلف المواقع. وأسفرت المواجهات التي تواصلت الجمعة، بين القوات الحكومية والمعارضة، عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من نشطاء المعارضة تحصي الخسائر في الأرواح، وتنظم احتجاجات مناهضة للحكومة. وأشارت إلى أن هذه الحصيلة تتضمن ثلاث نساء وثلاثة أطفال، وتتوزع بين محافظات حمص، وحماة، وإدلب، ودرعا، وحلب، ودمشق، وريف دمشق. يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الواردة من سوريا، نظراً لقيود يفرضها النظام على وسائل الإعلام الأجنبية.