يعجز القلم أحيانا عن التعبيرعن حياة الكثير من الناجحين والباحثين عن النجاح ويزداد الحديث شوقا عندما يكون الحديث عن شخصية عانت الكثير من المصاعب والمشاق لكي يصل الى أهدافه ويحقيق انجازات يعجز عنها الكثير. الطالب المبتعث: عبدالرحمن ال هتلان الذي يعد أول خريج من فئة ذوي الأحتاجات الخاصة لهذا العام 2012 لدرجة الماجستير من الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال في لقائه بالوئام: إنه حقق هدفه المنشود ليتخرج بمرتبة الشرف لهذا العام 2012 من جامعة جنوب ولاية نيوهامبشر الأمريكية، مؤكداً أن الدكتوراه هدفه القادم. عبدالرحمن مانع آل هتلان هو طالب لمرحلة الماجستير في تخصص إدارة العمليات والمشاريع وإدارة الجودة – يقول بأن لديه توجه قوي لإكمال مرحلة الدكتوراه بإذن الله تعالى ،حيث انه حاصل علي شهادة القرين بلت في السكس سجما إدارة الجودة ، كما أنه حاصل على شهادة البلاك بلت في السكس سجما ادارة الجودة ا لمتقدمة وحاصل كذلك على شهادة PMP الدولية من معهد إدارة المشاريع الأمريكي وهومدرب دولي معتمد من البورد الامريكي في مجالات الإدارة ، حيث تلقي التدريب علي يد أفضل المدربين علي مستوي العالم مثل توني بوزان ,كالون روز ,بول شيلي ,ديف ماير ,د.ابراهيم الفقي ,د.جمال الملا د.طارق السويدان. قال إنه عمل قبل أن يتعرض لحادث أصابه بشلل في القطاع العسكري في القوات الجوية الملكية السعوديه لمدة ما يقارب 7 سنوات، ثم عمل بعدها مديراً للصيانة وخدمة ما بعد البيع في شركة كيان ، ثم عمل مدير الشوون الادارية والمالية بشركة الميادين التعليمية وأكد قائلاً “بدأت تحقيق طموحاتي بعد أن تعرضت لشلل نصفي سفلي، و أحلت إلي التقاعد من الخدمة العسكرية بعدها انتسبت لجامعة الملك عبدالعزيز وتخرجت منها عام 2009 وبعدها مباشرة بدأت في اجراءت الابتعات لتحقيق طموحي وانجاز هدفي المنشود لإكمال دراستي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لإكمال مرحلة الماجستير .” ويحكي عبد الرحمن عن تجاربه الحياتية بنبرة مغلفة بالألم قائلاً: لقد مررت بتجارب كثيرة لا يسعني أن اذكرها فهي لا تحتاج إلي سطور بل صفحات ولكن سأذكر لكم جزء منها فأهم التجارب الاجتماعية التي واجهتها كانت ممزوجة بمشاعر ايجابية وأخرى سلبية .فنظرة المجتمع لي بعد أن أصبحت من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كانت ايجابية لأنها تحتوي في طياتها على خلق طيب أمر الإسلام به وهو التراحم ومد يد العون .غير أنه و للأسف قد يصل التراحم لدرجة لتكسير المجاديف وهز الثقة الدخلية. فنظرة المجتمع بداية من الأقارب كادت تجعلني في أعينهم أنني غير قادر وأنني أحتاج الاعتماد الكلي عليهم في كل أمور الحياة. ويرى أن الصبر وإحتساب الأجر من الله هو سر القوة والمثابرة حيث أنه يدعوا الأشخاص الذي يتعرضون الى الإبتلاء أن يصبروا ولا يتركوا شعور النقص والضعف يدخل الى عالمهم الملئ بالأمل والتفائل التي حثنا عليها الدين الأسلامي بقوله تعالى : (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). كما يصف عبدا لرحمن الهتلان بأن الخدمات المقدمة لذوي الحتياجات الخاصة وكبار السن لم تكن بالقدر الكافي الذي يتمنونه وأنها غير ملموسة ولا تلبي الإحتياجات اليومية حيث أنها تجعلهم يشعرون بالضعف وعدم القدرة لمواجهة الحياة وأعبائها. ويقول “أتمنى محاسبة كل مقصرنحو هذة الفئة من فئات المجتمع التي تحتاج المزيد من الرعاية والاهتمام. حيث أنه مع غياب القوانين الرادعة جعلت الكثير يعتدي على مرافق ذوي الاحتياجات ولايوليها أهمية لعدم احساسة بهذة الفئة من فئات المجتمع.” ويستطرد الهتلان قائلاً: بالنسبة للبنية التحتية في الحقيقة غير مفعلة الى الان فالمنشأت الخاصة وكذلك الحكومية التي تحت قيد الإنشاء لم يوضع لها إستراتيجيه للحيلوله من الوقوع في نفس الأخطاء السابقة من عدم توفر مرافق لذوي الإحتياجات الخاصة. فهناك الكثير من المجمعات والدوائر الحكومية التي وفرت تجهيزات مداخل ولكن دونها لم توفرلهم مواقف وإن وجدت لايوجد هناك شعار لذوي الاحتياجات الخاصة ولم يراعى فيها المساحة كافية من جميع الجوانب وهذه المساحات معروفة ومقننة دوليا فهناك مواقف لشديدي الإعاقة ومن لديهم تجهيز خاص في مركباتهم وهذا غير موجود كليا في العديد من المنشأت الحكومية لدينا. وبزفرة تملؤها الحسرة والألم يقول الهتلان “أما بالنسبة للوظائف فالحقيقة مرة فمن خلال تجربتي وجدت نظرة المجتمع لأي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يعامل علي أنه شخص محل الرحمة والشفقة وغير منتج وأنه أنسان عاجز، ولكن بسبب قانون السعودة الذي وضع من قبل وزارة العمل ينص على أن الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يعادل أربعة أشخاص أصحاء وأربعين عامل أجنبي في نظام السعودة”. أما مايخص الجانب الرياضي يرى الهتلان أن فريق ذوي الاحتياجات الخاصة الرياضي في الاتحاد السعودي حقق الكثير والكثير من البطولات ومنها بطولة العالم لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا بحد ذاته يعتبر أنجاز يحسب لهذا الوطن بأسم هذه الفئة من فئات المجتمع وهذا دليل على وجود الإنتاجية والفاعلية. وفي نهاية حديثه وجه الهتلان رسالة قال فيها: (سيدي خادم الحرمين الشىريفين وسمو ولي العهد اقول فيها شكر الله سعيكم ووفقكم لكل خير فلم يصلكم أمر يخصنا بالرعاية والاهتمام الإ وأمرتم بحله فجزيتم خيرا وأعانكم الله على ماأنتم فيه من مسئولية). كما وجه الهتلان رسالة إلى المسولين قال فيها (اتقوا الله فما أقسمتم عليه فانه قسما لو تعلمون عظيم فعليكم بوضع الحلول الجذرية لمشاكلنا ففي كل وزارة لنا فيها وافر النصيب فلسنا مهمشين ابدا ما دمنا نملك العقول وليس الأبدان). وختم برسالة لذوي الحتباجات الخاصة: (ارضوا بما قسم الله لكم وبما قدر عليكم فكم من محنه في طياتها منحه وتأملو قوله تعالى فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).