ختمت فائزة عباس نتو مشاريعها التي أفنت فيها جل وقتها وجهدها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بإنشاء أول ناد للفتيات الصم في جدة، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، فهي لا زالت تحمل هم هذه الفئة وتحلم بأن يحصل كل أصم على وظيفة جيدة، وأن تكون الجمعيات التي ترعاهم في الوطن العربي أكثر تنظيما لتأخذ بأيديهم إلى بر الأمان. ونتو معلمة وتربوية طموحة ولكنها اهتمت بفئة الصم من ذوي الاحتياجات الخاصة وعملت على تحسين الخدمات التعليمية والاجتماعية وابتكار فرص التعليم والعمل وأماكن الترفيه والنوادي لهم. بدأت حياتها العملية كمعلمة اجتماعيات وتدرجت في عدة مناصب إدارية وعملت في إدارة المعارض ورئاسة قسم التدريب والتوظيف في إمارة منطقة مكةالمكرمة لذوي الاحتياجات الخاصة. وهي حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال وشهادة مدرب معتمد ودبلوم التربية الخاصة، ودعمت مسيرتها بمجموعة من الدورات في التربية والتعليم والتربية الخاصة بشكل خاص وتلقت دورات في تأهيل مضطربي التواصل والتخاطب والتطبيق العملي للتوحد. وهي عضو في الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، ومترجمة للغة الإشارة، ومحاضرة في جامعة الملك عبد العزيز، ووكلية دار الحكمة للغة الإشارة، وعضو في مشروع التكاتف الخيري لتدريب وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة. وشاركت في الكثير من المؤتمرات الوطنية والإقليمية والدولية. ويكمن سر اهتمامها بالفئات المحتاجة للعناية الفائقة كذوي الاحتياجات الخاصة والصم في حبها للعمل الخيري والتطوعي، خصوصا أن الفتيات اللائي يعانين من الصمم لا يجدن عملا وتنتهي رحلتهن التعليمية بعد الثانوية وليس لهن معاهد متخصصة للمشاركة الاجتماعية وتنمية هواياتهن وتفريغ طاقاتهن في الأعمال المفيدة. وأخيرا أنشأت نتو أول ناد نسائي للصم في جدة، وجندت له المتطوعات والعاملات والمتخصصات من ذوي الخبرة وكافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنشاء هذا المركز الإنساني الضخم بإنجازاته التي يقدمها للمجتمع، كما أنها زرعت هذا الحب في ابنتها لجين سندي منذ عامها الرابع عشر وشجعتها على دراسة لغة الإشارة والتخصص في مجال الصم حتى أصبحت الآن محاضرة في جامعة الملك عبد العزيز في لغة الإشارة. وعن طموحاتها المستقبلية تقول: «أحلم باندماج تلك الفئة في المجتمع ونجاحهم في ذلك مثلهم مثل الأشخاص العاديين، كما أحلم بأن أكون خبيرة في مجال خدمة المعوقين سمعيا، وأحلم كذلك بوظيفة لكل أصم وجمعيات منظمة تأخذ بأيديهم إلى الأمان الاجتماعي والاقتصادي».