اختتمت الجمعية الأوروبية لدراسة الأدب العربي الحديث ومقرها العاصمة الفرنسية باريس على مدى ثلاثة أيام مؤتمرا ثقافيا تحت رعاية المعهد الوطني للغات والحضارات في باريس، وحمل عنوان "الأدب في الوقت الراهن الربيع العربي تحليل وآفاق". الجمعية أو الرابطة الأوروبية لدراسة الأدب العربي الحديث التي يعد هذا هو مؤتمرها العاشر، تسعى نحو تشجيع البحوث العلمية في الآداب العربية الحديثة، و تعزيز التعاون والتبادل بين الأفراد والمنظمات العاملة في مجال البحوث في الأدب العربي الحديث. رئيس الجمعية صبحي بستاني قال ل"الوطن" :إن الحركات التي تهز العالم العربي في الوقت الراهن تفرض نفسها كواقع حتمي وتؤثر بشكل أو بآخر على القيم والهياكل السياسية مما يخلق تغيرات في المجالات كافة في هذا الجزء من العالم، والجمعية ترغب في متابعة ورصد هذه التغيرات الاجتماعية والثقافية من خلال أطياف الأدب، لهذا اختارت هذا العنوان للمؤتمر، كنوع من استحضار وتحليل كثير من الاتجاهات في الأدب الحديث خلال العقود القليلة الماضية ومدى التواصل الصريح أو الضمني الذي ربما قد شكل حافزا للثورات العربية الأخيرة. و قدمت خلال المؤتمر الذي كان ضيوف شرفه الروائية والصحافية المصرية منصورة عز الدين والروائية السورية سمر يزبك والكاتب ناصر عراق، كثير من الأوراق خلال الأيام الثلاثة مثل ثورة شعبية في أدب نجيب محفوظ، والأدب قادر على التنبؤ، مشاركة وسائل الإعلام في النهضة، الاحتجاج السياسي في الأدب السوداني، كسر الصمت في الروايات السورية، فقدان الأمل، الشعور بالربيع العربي في النثر اليمني، الحرية في الشعر العربي الحديث، الأصوات الشعرية المقاومة والتمرد قبل أحدث ميدان التحرير، إلى جانب أوراق أخرى. و شارك في الندوات والمداخلات عدد كبير من الباحثين والمتخصصين مثل بول ستاركي ورشيد شرم عناني (بريطانيا)، إزابيلا كاميرا دي افليتو (إيطاليا) ستيفان جوث (النرويج)، ميخائيل سوفوروف (روسيا)، ريتشارد فان ليوين (هولندا)، وليد حمارنة (الولاياتالمتحدة)، دومينيكا كزيرسكا آنالكو (فرنسا) وغيرهم. ومن أبرز الأوراق التي قدمت كانت للباحثة في جامعة روما ايزابيلا كاميرا دي افليتو، حول قدرة الأدب على التنبؤ بالثورات، والتي ذكرت فيها أن العالم العربي نظرا للأحداث السياسية التي شهدتها الأشهر الأخيرة كلها فان هناك عددا كبير جدا من الكتابات والروايات بل والمدونات خصوصا في مصر وتونس وسورية، وجميعها مكرس إما لرصد الأحداث بشكل أدبي أو لاستكشاف ماهية أسباب هذه الثورات. ولكن هناك أيضا كثيرا من الأعمال الأدبية التي تمكنت من التنبؤ بهذه الثورات، ومن ثم فان تركيز الورقة سوف يكون حول روايتي (أجنحة الفراشة) لمحمد سلماوي، و(القوقعة) للكاتب السوري مصطفى خليفة وكلتاهما ومن وحي الخيال القادر على استشراف القادم الحقيقي. كما خصص المؤتمر في نهاية كل يوم من أيامه لقاء مفتوحا مع أحد ضيوف الشرف. وكان اللقاء الرئيس خلال هذا المؤتمر مع ناصر عراق ومناقشة روايته الأخيرة (العاطل) التي كانت إحدى الروايات المرشحة لجائزة البوكر هذا العام، ومن جهة أخرى اعتبرها غالبية الحضور نموذجا لانعكاس الواقع على الأدب الحديث في الآونة الأخيرة.