بشرر رمى الإبداع بما يضيء قدرته المدهشة في توظيف التفاصيل السردية والشغب بها يمنة ويسرى، فأدواته تمكنه من غزل نسيج الرواية وتجميع فسيفسائها والتقاط مكوناتها بدقة احترافية صنعت نجمه وجعلت منه أحد أهم كتاب الرواية في العالم العربي. عبده محمد علي هادي خال جاء إلى الدنيا من قرية المجنة بمنطقة جازان في عام 1962، غير أنه لم ينشأ في تلك الأجواء «الريفية» وإنما في العاصمة الرياض حيث درس المرحلة الابتدائية وجزءا من المرحلة المتوسطة التي أكملها في جدة، حيث استقر وواصل دراسته إلى أن حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة الملك عبدالعزيز. في مسيرته الأدبية والإبداعية كثير من النشاط والحراك الذي يتفاعل مع طاقته الكامنة، حيث نظم عددا من الأمسيات القصصية في كثير من جمعيات الثقافة والفنون بمناطق المملكة المختلفة وخارجها، وكانت له مشاركاته الواسعة في عدد من المهرجانات العربية، حيث شارك في مهرجان الشعر والقصة الرابع لدول الخليج العربي بمسقط، مهرجان القرين الثقافي بالكويت، احتفالية مجلة العربي بمرور 40 عاما على صدورها، معرض الكتاب بالقاهرة، مؤتمر الديمقراطيات الناشئة باليمن، ومؤتمر الأدباء السعوديين الثالث في الرياض. مزج خال بين إبداعاته السردية ودوره الفكري من خلال العملية الصحفية، حيث انتمى للوسط الإعلامي ككاتب صحفي بالمشاركة في تحرير دورية «الراوي» الصادرة عن نادي جدة الأدبي والمعنية بالسرد في الجزيرة العربية، والمشاركة في تحرير مجلة «النص الجديد» وتعنى بالأدب الحديث لكتاب المملكة، وكانت له زاوية أسبوعية بالصفحة الأخيرة بصحيفة عكاظ «حقول»، وحاليا يكتب مقالا اجتماعيا يوميا بنفس الصحيفة بعنوان «أشواك». خلال مسيرته الإبداعية استحق خال عددا من الدروع والميداليات والشهادات من بعض الأندية والجمعيات الثقافية التي شارك فيها، وقدمت بعض الدراسات عن تجربته الروائية، وكان إنجازه الأكبر في فوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في نسختها العربية لعام 2010 عن روايته «ترمي بشرر» وتعدد تكريمه في الكثير من المؤتمرات الأدبية والملحقيات الثقافية إثر ذلك، منها تكريمه في الكويت والجزائر وأمريكا وسورية والبحرين وقطر. أنتج عددا من الأعمال المهمة تراوحت بين القصة والرواية حيث أصدر «حوار على بوابة الأرض» وهي مجموعة قصصية عن نادي جازان الأدبي في عام 1984، «الموت يمر من هنا» وهي رواية صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت في عام 1995، «مدن تأكل العشب» رواية صدرت عن دار الساقي بلندن في عام 1998، «الطين - ذلك البعيد كان أنا» رواية عن دار الساقي بلندن في عام 2003، ورواية «فسوق» في عام 2005 وغيرها، إلى جانب بعض القصص المترجمة منها: «رشيد الحيدري»، «الأوراق»، «ماذا قال القميري»، «القبر»، ومجموعة قصص للأطفال مأخوذة من مجموعة «حكايات المداد»، كما ترجم له فصل من روايته «مدن تأكل العشب» إلى الإنجليزية والفرنسية.