أغلقت أمس هيئة التحقيق والادعاء العام بالعاصمة المقدسة والجهات الأمنية ملف الطفلة (روزان)، التي نشرت "الوطن" خبر وفاتها بسبب تعرضها للتعذيب على يد زوجة الأب. وجاء إغلاق ملف القضية بعد الانتهاء من كافة إجراءات التحقيق وتشريح الجثمان وتحديد سبب الوفاة. حيث سلمت هيئة التحقيق والادعاء العام (دائرة النفس) جثة الطفلة لوالدها وذويها، وتم دفنها بعد الصلاة عليها بالمسجد الحرام في مقبرة الشرائع أمس. وكشف الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن تسليم الجثة لوالد الطفلة تم بناء على خطاب من هيئة التحقيق والادعاء العام التي تولت التحقيق في كافة ملابسات القضية. مؤكداً أن الجانية تم إيداعها في السجن في انتظار نتائج تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة. وعلمت "الوطن" أن خلافاً نشب بين والد وأعمام الطفلة وعماتها من جهة، وأخوالها "أشقاء أمها المتوفاة" من جهة أخرى، بسبب مطالبة أخوال الطفلة بتطبيق الحد الشرعي بحق (زوجة الأب) وعدم التنازل عنه، كون العمل الذي قامت به ضربا من ضروب الفساد في الأرض، ولأنها قتلت نفساً بريئة بدون وجه حق، في حين يؤكد والدها وأعمامها وعماتها على تنازلهم عن الجانية، وعدم اتهامها بالقتل، مؤكدين أن الجانية كانت تحسن معاملة الطفلة المجني عليها ولم تسئ لها ولم يعرف عنها تعذيبها. ويطالب أخوال الطفلة بتسليمهم الطفل رضوان شقيق المجني عليها والذي تعرض لتعذيب مماثل من قبل الزوجة. وكان الطب الشرعي بالشؤون الصحية بمكة المكرمة شرح الجثة لتحديد أسباب الوفاة بناء على طلب هيئة التحقيق والادعاء العام وتبين وجود آثار تعذيب على جسم الطفلة. من جهته أكد الخبير الأمني اللواء عبدالسميع قاضي أن تقرير الطبيب الشرعي والذي سيحدد سبب الوفاة سيفصل في الخلاف الدائر بين والد الطفلة وأعمامها من جهة، وأخوالها من جهة أخرى، فإذا أثبت تقرير الطبيب الشرعي جنائية الحادث، فإن الشرع لا ينظر لتنازل الأب والأعمام، لأن ما قامت به الزوجة ضرب من الإفساد في الأرض الذي تعزر عليه. وكانت المحكمة العامة صدقت اعترافات الجانية بأنها كانت تعذب الطفلة بهدف الحد من شقاوتها، ولم تقصد قتلها.