يقع الطالب المبتعث عند بداية تجربته في الابتعاث في مواجهة صعوبات عدة، ويشكل عدم الإلمام الكافي بقوانين بلد الابتعاث أبرز تلك المشكلات، وقد يقود في بعض الأحيان إلى تعرضه لإشكاليات قانونية أو مخالفات للأنظمة تتسبب في المحاكمة، أو المحاسبة من قبل الجهات القانونية في ذلك البلد. إلا أن المشكلة تتصاعد حينما يكون الطالب غير ملم بالكثير من حقوقه، والخدمات التي تقدمها له بلاده عبر سفارتها، وعبر الملحقية الثقافية، فعلى سبيل المثال كثير من المبتعثين لا يعلم بأن الملحقية تتكفل بتوفير محام خاص عند تعرضه لمشكلة قانونية، وهنا تبرز أهمية التوعية الكافية للطالب المبتعث قبل وصوله بلد الابتعاث، بعيداً عن اجتهادات المنتديات الإلكترونية التي قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان، وهي مسؤولية من شقين، الأول يقع على عاتق الطالب نفسه بالبحث والسؤال، وقراءة الكتيبات التوجيهية، والشق الآخر يتعلق بوزارة التعليم العالي، والتي بدأت مؤخراً بإعداد دورات تأهيلية للطلاب في الدفعات الأخيرة من برنامج الابتعاث، بشكل أفضل من الدفعات السابقة. وهنا كذلك، لا يغيب دور المتطوعين من الطلاب الأقدم في بلد الابتعاث، والذين لا يبخلون بالدعم لزملائهم الجدد، والذين يستعرضون خبراتهم وتجاربهم للآخرين، لتفادي الوقوع في مخالفة القوانين والأنظمة، وبلا شك فإن الندوات والمؤتمرات التوعوية قبل الابتعاث سيكون لها الأثر الكبير، في التخلص من الجهد والمال المبذول في سبيل معالجة القضايا بعد وقوعها.