منيت محاولة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى أمس بالفشل بعد أسابيع من التحذيرات الدولية بعدم الإقدام على هذه الخطوة، التي أثارت إدانة دولية واسعة النطاق. وذكرت وكالة الأنباء المركزية بكوريا الشمالية أن الصاروخ لم يبلغ مداره وأن الفنيين يحققون في أسباب الفشل. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سيوك إن الصاروخ "اونها-3" أطلق صباحا من موقع الإطلاق تونجتشانج ري على الساحل الغربي وانفجر بعد دقيقة أو اثنتين من إطلاقه. وقالت قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية إن المرحلة الأولى من الصاروخ سقطت في البحر الأصفر، على مسافة 165 كيلومترا غربي سول عاصمة كوريا الجنوبية، فيما فشلت باقي مراحل الصاروخ. وقالت وزارة الدفاع اليابانية إن الصاروخ ارتفع لمسافة 120 كيلومترا قبل أن ينفجر. وأثارت هذه الخطوة ردود فعل عالمية غاضبة، إذ دان وزراء خارجية دول مجموعة الثماني، وطالبت برد مناسب لتحديها الإجماع العالمي. كما انتقدت كل من ألمانيا وفرنسا واليابانوالولاياتالمتحدة التجربة. وقال وزير المالية الياباني جون أزومي أمس إن اليابان تدرس فرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية، بعد أن تجاهلت المجتمع الدولي وأطلقت صاروخا بعيد المدى. واعتبرت ألمانيا الاختبار "استفزازا واضحا"، وزاد من عزلة كوريا الشمالية دوليا، فيما وصف وزير خارجيتها جيدو فيسترفيله الاختبار بأنه انتهاك صارخ للالتزامات الدولية. وبدوره دان حلف شمال الأطلسي (الناتو) التجربة، ووصفها بأنها "خرق صريح" للاتفاقيات الدولية وصفعة لجهود بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية. كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس التجربة رغم فشلها، واعتبرها انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1874 وتهديدا للاستقرار الإقليمي. واتفق البيت الأبيض مع مون بأن عملية الإطلاق "تهدد الأمن الإقليمي و"تمثل انتهاكا للقانون الدولي". وعلى الفور سارع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى إعلان رفض بلاده لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، وقال بعد محادثاته في موسكو مع وزيري خارجية الصين والهند "لا نؤيد فرض عقوبات جديدة ولا نعتقد أنها ستفعل شيئا لحل الموقف". وأوضح أن الدول الثلاث اتفقت على ضرورة ضبط النفس وإلى رد فعل سياسي ودبلوماسي فقط بعد فشل التجربة. وكان إرسال الصاروخ أونها-3 إلى الفضاء سيشكل ذروة الاحتفالات بالذكرى المئوية لولادة مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونج الذي ولد في 15 أبريل 1912 وتوفي في 1994. ووصفته الولاياتالمتحدة بأنه صاروخ بالستي يبلغ مداه من ستة إلى تسعة آلاف كلم. وشكلت دعوة 150 صحفيا أجنبيا في بداية الأسبوع لزيارة مركز تونج شانج ري لمعاينة الصاروخ الذي يبلغ طوله 30 مترا والمطلي بألوان علم البلاد، حدثا استثنائيا. لكن مظاهرالعظمة تحولت فشلا عندما انفجر الصاروخ الذي كان يحمل قمرا صناعيا للمراقبة، على ارتفاع 150 كلم، بعد دقيقة او اثنتين من إطلاقه من المنصة أمس. وهذه هي المحاولة الثالثة التي تفشل فيها كوريا الشمالية في وضع قمر صناعي في المدار، بعد محاولتين فاشلتين في 1998 و2009. لكن بيونج يانج، لإنقاذ ماء الوجه، أنهت أمس الخطوة الأخيرة في عملية نقل السلطة إلى زعيم كوريا الشمالية الجديد كيم جونج أون، حيث عينه البرلمان الرئيس الأول للجنة الدفاع الوطني. وبذلك صار كيم زعيم البلاد بحسب الدستور. ويتوقع، وفقا لمصادر مقربة، أن تمضي بيونجيانج قدما وتجري تجربتها النووية الثالثة لاظهار قوتها العسكرية. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية للبرلمان في سول "احتمالات إطلاق صاروخ آخر بعيد المدى أو إجراء تجربة نووية وأيضا القيام باستفزازات عسكرية لتعزيز الجبهة الداخلية عالية جدا".