أمرت اليابان قواتها المسلحة أمس الجمعة بالاستعداد لاعتراض أي شظايا خطرة قد تسقط على البلاد في حالة فشل عملية إطلاق صاروخ كوري شمالي. ويأتي ذلك في وقت عقد فيه مفاوضون كبار من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان اجتماعا بواشنطن أمس لبحث تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية الذي أثاره عزم كوريا الشمالية إطلاق صاروخ فضائي يحمل قمرا صناعيا تعتبره تلك الدول غطاء لتجربة جديدة لصاروخ باليستي طويل المدى. وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي الياباني (أصدرت أمرا بالاستعداد لتدمير أي جسم ربما يسقط على اليابان كنتيجة لحادث يتضمن جسما طائرا من كوريا الشمالية). وكان الوزير الياباني أمر بنشر منظومة دفاعية لأول مرة تحسبا لفشل عملية إطلاق صاروخ كوري شمالي، واحتمال تناثر حطامه فوق أراضي شمال البلاد. ولا يسمح دستور اليابان السلمي باعتراض صاروخ إذا كان من الواضح أنه متجه إلى مكان آخر، لكن طوكيو ستحاول إسقاط صاروخ موجه إلى الأراضي اليابانية، وربما تحاول اعتراض أي أنقاض تسقط في اتجاه البلاد. وأعلنت البحرية الأميركية الخميس تحريك سفينتين حربيتين مزودتين بنظام دفاع صاروخي من أسطولها في بحر اليابان استعدادا لأي طارئ. وقد أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية غوردون دوجيد عقد الاجتماعات في واشنطن بين مبعوثي الدول الثلاث لأول مرة بشأن بيونغ يانغ منذ تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم في يناير. وسيشارك كبير المفاوضين الكوريين الجنوبيين بالشأن النووي في المحادثات السداسية وي سونغ لاك في اجتماع واشنطن بالإضافة إلى مبعوث اليابان أكيتاكا سايكي، في حين سيمثل الجانب الأميركي سونغ كيم المفاوض الجديد بالمحادثات السداسية، بالإضافة إلى الممثل الأميركي الخاص بسياسة كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث. ويعكس هذا الاجتماع حجم القلق المتنامي لدى الدول الثلاث من التطورات الأخيرة للأوضاع بشبه الجزيرة الكورية، بعد تهديدات بيونغ يانغ باعتبار فرض أي عقوبات عليها لإطلاقها صاروخها الفضائي (عملا عدائيا). ويُعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا فضائيا لحمل قمر صناعي مقرر ما بين الرابع والثامن من أبريل القادم أول اختبار كبير لإدارة أوباما، بينما يتعلق بالتعامل مع بيونغ يانغ التي طالما سبب برنامجها النووي توترا في العلاقات مع واشنطن. وتعتقد واشنطن وسول وطوكيو أن هذا الإطلاق ما هو إلا تجربة جديدة لصاروخ تايبودونغ2 الباليستي الطويل المدى الذي يمكن نظرياً أن يصل ألاسكا شمال الولاياتالمتحدة. وكانت التجربة الوحيدة لهذا الصاروخ فشلت بعدما انفجر الصاروخ بعد ثوان من إطلاقه عام 2006.