سيول - رويترز، أ ف ب - اعلنت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية اطلقت الثلاثاء صاروخين قريبي المدى, غداة قيامها بتجربة نووية واطلاقها ثلاثة صواريخ قريبة المدى. وكانت كوريا الشمالية التي أدانها المجتمع الدولي بسبب التجربة النووية التي أجرتها أمس اتهمت الحكومة الاميركية في عهد الرئيس باراك اوباما بانها مازالت معادية وتحدثت تقارير عن استعداد بيونغ يانغ لاطلاق مزيد من الصواريخ قصيرة المدى. وفي خطوة من المؤكد ان تزيد من التوترات في المنطقة قالت كوريا الجنوبية انها ستنضم الى مبادرة تقودها اميركا لملاحقة السفن التي يشتبه انها تحمل اسلحة دمار شامل وهو تحرك حذرت كوريا الشمالية من انها ستعتبره بمثابة اعلان حرب. ولاقت التجربة النووية التي اجرتها بيونغ يانغ أمس الاثنين وهي الثانية بعد تجربتها الاولى عام 2006 ادانة دولية واسعة شملت القوى الاقليمية والرئيس الاميركي باراك أوباما الذي وصف برنامج الاسلحة الذرية لبيونغ يانغ بأنه خطر على الامن الدولي. وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية في مقال ينتقد تحركات الولاياتالمتحدة في الاونة الاخيرة لتغيير مواقع طائراتها المقاتلة "من الواضح انه لا شيء تغير في السياسة الامريكية المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية)...حتى في ظل الحكومة الاميركية الجديدة". واضافت قولها "جيشنا وشعبنا مستعدون استعدادا كاملا للمعركة...لصد اي محاولة امريكية طائشة لشن هجوم وقائي." وفي ابراز للمخاوف من المدى الذي يمكن ان تذهب اليه كوريا الشمالية في تصعيد الموقف كرر أوباما تعهد اميركا بالدفاع عن كوريا الجنوبية. وافاد مصدر دبلوماسي روسي الثلاثاء ان مجلس الامن الدولي سيرد بحزم على التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية لكن بدون عزل النظام الشيوعي.ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن هذا المصدر في وزارة الخارجية الروسية ان "اعتماد قرار صارم من قبل مجلس الامن الدولي امر لا مفر منه. رد الفعل يجب ان يكون جديا بما فيه الكفاية لان هيبة مجلس الامن على المحك".واضاف ان "الامر لا يتعلق بحصار او عزلة", مشيرا الى ان "باب المفاوضات يجب ان يبقى مفتوحا على الدوام".ودان مجلس الامن الدولي الاثنين التجربة النووية الجديدة التي قامت بها كوريا الشمالية وقرر تحضير قرار يتضمن عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.وقامت كوريا الشمالية التي اعلنت الاثنين انها اجرت تجربة نووية ثانية بعد التجربة الاولى في عام 2006 واطلاق صواريخ, باطلاق صاروخين جديدين الثلاثاء قصيري المدى بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية. وأكد الرئيس الاميركي للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك امس الاثنين "الالتزام التام" لواشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية في اعقاب التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية. وقال البيت الابيض في بيان ان الرئيسين في محادثة هاتفية " اتفقا ايضا على العمل معا بشكل وثيق سعيا الى إصدار قرار قوي من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة يتضمن اجراءات ملموسة للحد من انشطة كوريا الشمالية النووية والصاروخية." ولا تستطيع واشنطن فعل أكثر من ذلك لردع الدولة الشيوعية الفقيرة التي يفرض عليها المجتمع الدولي عقوبات منذ سنوات وتعتمد على المساعدات لاطعام شعبها وتعداده 23 مليون نسمة. وكانت وكالة انباء يونهاب نقلت عن مسؤول كوري جنوبي قوله ان كوريا الشمالية تستعد لاطلاق صاروخ آخر قصير المدى قبالة ساحلها الغربي اليوم الثلاثاء او غدا الأربعاء. وبعد ان اجرت كوريا الشمالية ثاني تجربة نووية لها أمس أطلقت ثلاثة صواريخ قصيرة المدى. ونسبت يونهاب الى المسؤول الذي لم تذكر اسمه قوله "اعلنت كوريا الشمالية حظرا للسفن في البحر قبالة ساحل اقليمجنوب بيونغان بين 25 و27 (من مايو). ويبدو انها ستطلق صاروخا قصير المدى بين اليوم والغد." ويرى محللون أن كوريا الشمالية تريد أن تعزز التجارب من موقفها في اي مفاوضات مع الولاياتالمتحدة. ويقول البعض ان هذه التجارب تستهدف ايضا تعزيز وضع الزعيم كيم جونج ايل في الداخل الذي أحاطت شكوك بحالته الصحية بعد ظهور تقارير عن إصابته بجلطة دماغية العام الماضي وتشديد قبضته على السلطة بما يتيح له تأمين ان يخلفه احد اولاده الثلاثة. وأدان مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بالاجماع يوم الاثنين احدث تجربة نووية اجرتها كوريا الشمالية قائلا انها "انتهاك صارخ" لقرار صدر في عام 2006 بعد التجربة النووية الأولى التي اجرتها بيونغ يانغ. وصدر البيان بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن استمر اقل من ساعة. وقال البيان "عبر اعضاء مجلس الأمن عن رفضهم الشديد وإدانتهم للتجربة النووية التي اجرتها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 25 من مايو 2009 والتي تشكل انتهاكا صارخا للقرار 1718." وأضاف البيان "قرر اعضاء مجلس الامن بدء العمل على الفور بشأن قرار لمجلس الأمن في هذا الأمر." ويعمل مجلس الامن على استصدار قرار جديد لكن محللين يرون ان الصين جارة كوريا الشمالية العملاقة لن تؤيد على الارجح اي موقف صارم ضد بيونغ يانغ. والمخاوف المباشرة لدى الصين هي حدوث تصدع خطير داخل الدولة الشيوعية مما قد يدفع سيلا من اللاجئين الى حدودها. كما تريد الصين اعادة كوريا الشمالية الى المحادثات السداسية التي تستضيفها بكين وتشارك فيها أيضا كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدةوروسيا واليابان. ويقول عدد من المحللين ان الزعيم الكوري الشمالي (67 عاما) يأمل ان يكسب من خلال برامجه العسكرية تأييد جيشه المتشدد للخليفة الذي يختاره. وكان الرئيس السابق كيم ايل سونغ مؤسس كوريا الشمالية ووالد الرئيس الحالي قد جعله خليفة له لكن كيم الابن تفادى حتى الان ترشيح اي من أولاده الثلاثة لخلافته. وأثارت التجارب الكورية الشمالية غضب الشطر الجنوبي الذي مازال يتملكه الحزن على وفاة الرئيس السابق روه مو هيون في حادث انتحار فيما يبدو. كما أثارت قلق العالم على انتشار السلاح وهو مصدر قلق الولاياتالمتحدة التي اتهمت بيونغ يانغ من قبل ببيع التكنولوجيا النووية لدول منها سورية. ويقول بعض المحللين ان كوريا الشمالية لها روابط عسكرية وثيقة ايضا مع ايران. لكن إيران التي يتهمها الغرب بتطوير اسلحة نووية سرا والتي اجرت اختبارا صاروخيا الاسبوع الماضي قالت انه ليس لديها اي تعاون نووي أو صاروخي مع كوريا الشمالية. وأعلنت الحكومة الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء مشاركتها الكاملة في المبادرة الأمنية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل التي تقودها الولاياتالمتحدة.وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية ان الإعلان عن قرار حكومة سيول جاء بعد يوم واحد على إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة نووية ناجحة.وأضافت ان قرار الانضمام كان قد اتخذ بعد إعلان كوريا الشمالية في الخامس من ابريل'نيسان الماضي عن إطلاق صاروخ باليستي،لكنها أجلت الإعلان رسميا عن القرار ،آخذة بالاعتبار جهودها لاستئناف الحوار مع جارتها الشيوعية.وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية مون تيه يونغ أن الحكومة قررت التصديق على المبادرة الأمنية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل اليوم من أجل مواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل والصواريخ التي تمثل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين.لكن المتحدث أكد على أنه سيتم تطبيق اتفاقية الشؤون البحرية بين الكوريتين التي تم التوصل إليها في السابق.يشار إلى ان المبادرة أطلقت من قبل الولاياتالمتحدة في العام 2003 وهي تستهدف بالتحديد كوريا الشمالية التي يشتبه بأنها تصدر أسلحة غير شرعية.وكانت كوريا الشمالية قد حذرت مرارا من ان مشاركة كوريا الجنوبية في المبادرة سيرقى إلى إعلان حرب.يذكر ان الحكومة الكورية الجنوبية الليبرالية السابقة كانت قد رفضت الطلب الأميركي الانضمام إلى المبادرة بسبب"الوضع الجيو سياسي الفريد" في شبه الجزيرة الكورية.وأبلغت حكومة سيول الولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان(الأعضاء في المحادثات السداسية حول الملف النووي الكوري الشمالي) وبقية دول المبادرة الأمنية بقرارها الانضمام إلى المبادرة.وقال مون ان سيول تدرس المشاركة في اجتماع لخبراء المبادرة سيعقد في بولندا في حزيران (يونيو) المقبل. وصرح وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني في وقت سابق اليوم ان كوريا الشمالية "تستحق عقوبات شديدة" يجب ان يطبقها المجتمع الدولي برمته بما فيها روسيا والصين, وذلك بعد اعلان قيام بيونغ يونغ بتجربة نووية جديدة.وصرح فراتيني لاذاعة راي اونو ان كوريا الشمالية "تستحق عقوبات شديدة ويجب ان يطبقها الجميع".واضاف فراتيني "يجب ان نكون متحدين في الرد واذا شاركت روسيا والصين فستكون خطوة كبيرة الى الامام لكن اذا انقسمنا فاننا لن نتمكن افهام النظام الكوري الشمالي اننا لا نمزح".وفي نيسان (ابريل) الماضي دان مجلس الامن الدولي اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا وشدد العقوبات المفروضة عليها في بيان غير ملزم لان موسكووبكين عارضتا اتخاذ موقف اكثر تشددا.واعلنت كوريا الشمالية الاثنين انها قامت بتجربة نووية جديدة "ناجحة" وباطلاق صواريخ مثيرة بذلك سلسلة من الاحتجاجات في مختلف انحاء العالم وعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا نفس اليوم في نيويورك.واعلنت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب الثلاثاء ان كوريا الشمالية قامت بتجربة على صاروخين جديدين قصيري المدى.وقد دان فراتيني الاثنين بشدة التجربة النووية واطلاق الصواريخ الكورية الشمالية معتبرا انها تشكل "خطرا على السلام الاقليمي والدولي".