لم يكن وقف إطلاق النار الذي أعلنه النظام السوري ابتداء من الساعة السادسة من صباح أمس مشجعا، حيث أكد المجلس الوطني السوري أن المعلومات التي وصلت إليه من سورية تتحدث عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى اعتقال العشرات. وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني بسمة قضماني في جنيف إنه تم احصاء قتيلين في منطقة حماة واعتقل عشرات في حلب وحمص ودرعا. واضافت "نلاحظ بالأدلة أن الأسلحة الثقيلة ما زالت في المناطق السكنية وبعضها تمت إعادة تموضعه" فقط. وتحدثت عن ظهور عدد كبير من نقاط المراقبة الإضافية "المدججة بالأسلحة". وأكدت قضماني أن المجلس الوطني ما زال يعتبر خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان "الفرصة الأخيرة لحل سلمي"، مؤكدة استعداد المجلس للعمل مع عنان "للتأكد من نشر مراقبين دوليين في أسرع وقت ممكن". ومن جهته دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون السوريين إلى التظاهر بعد وقف إطلاق النار في سورية، مطالبا الدول الداعمة لعنان تأمين وسائل حماية الشعب خلال هذه التظاهرات. وقال غليون "ندعو الشعب إلى التظاهر للتعبير عن نفسه، والحق بالتظاهر السلمي نقطة أساسية من نقاط خطة عنان". وتساءلت قضماني فيما إذا كان سيحدث تغيير في استراتيجية دمشق في لجوئها إلى الاعتقالات والقناصة منذ بداية الحركة الاحتجاجية. وقالت "تحت الضغط الدولي أصبح استخدام الأسلحة الثقيلة خطا أحمر". وأفاد ناشطون أن مدينة حمص تنعم بهدوء حذر لأول مرة منذ مدة طويلة، حيث توقف إطلاق النار عند الساعة الرابعة من فجر أمس. وقال شاهد عيان من حي الوعر "هدوء شبه تام وصمت يلف المدينة بالكامل". ومن ناحيته قال الناشط أبو رامي "إنه حتى اللحظة هناك التزام بوقف إطلاق النار، ولكن دون وجود أي إشارات حول سحب الجيش من المدينة، فالحواجز العسكرية لا تزال في مكانها كما أن آليات الجيش الثقيلة لا تزال داخل الأحياء وهناك انتشار كثيف لعناصر الأمن والجيش في المدينة مع استمرار انتشار القناصة على أسطح الأبنية العالية". وتابع "نحن نتمنى استمرار وقف إطلاق النار، ولكن لا ثقة لدينا بأن النظام سيبقى ملتزما به، وعلينا أن ننتظر الساعات المقبلة حتى تتضح الأمور في حمص، خاصة وأننا سمعنا صوت إطلاق رصاص متفرق صباح أمس". وأفاد الناشط أبو ظافر من قلعة المضيق في محافظة حماة، أن الجيش السوري أطلق ثلاث قذائف، سقطت جميعها في جبل شحشبو شمال قلعة المضيق، عند الساعة السادسة والنصف صباحا. وأكد أبو ظافر أن هناك التزاما تاما بوقف إطلاق النار منذ تلك اللحظة وحتى الآن، ولكن مع استمرار تمركز آليات الجيش داخل قلعة المضيق، وتحديدا داخل القلعة الأثرية التي كان يقطنها حوالي 4 آلاف نسمة، نزح معظمهم عن القلعة بسبب العملية العسكرية التي شنها الجيش خلال الشهر الماضي. وفي مدينة حماة، أكد ناشطون سريان اتفاق وقف إطلاق النار داخل المدينة. وقال الناشط منهل من مدينة حماة "لا يوجد أي بوادر بأن النظام سيقوم بسحب دباباته وآلياته من داخل المدينة، لقد رصدنا إعادة انتشار للجيش، وتغير مواقع تمركز الدبابات مع استمرار بقائها داخل المدينة". وشهدت الزبداني خرقا لاتفاقية وقف إطلاق النار بشكل محدود، حيث أكد ناشطون أن الجيش قام بقصف منطقة الزلاح في سهل بقين وشارع بردى في الزبداني. وقال الناشط زاهر" عند الساعة السادسة إلا عشر دقائق من صباح أمس بدأ القصف على المنطقة، وأطلق الجيش خمس قذائف أحدثت انفجارات قوية هزت المدينة بالكامل". وأكد زاهر أن الجيش لم ينسحب من المدينة، كما أن الحواجز العسكرية لا تزال في مكانها. وأضاف "نحن نرى الدبابات وهي تتحرك أمامنا، وليس لدينا ثقة بأنها لن تعود إلى قصف المدينة مجددا". أما الوضع في قرى وبلدات الغوطة الشرقية فلا يزال على ما هو عليه. وأكد الناشط أبو وسام من بلدة سقبا في الغوطة الشرقية، بأن التزاما تاما بوقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ فعلا ولكن دون أن يسحب الجيش أيا من آلياته الثقيلة.