الأصم هو ذلك الإنسان الذي كتب الله عليه فقدان نعمة السمع التي يترتب عليها فقدان النطق. وحيث إن الأصم لا يعد معاقاً بالمعنى، لأن فقدان السمع والنطق، لا يعيقه عن جميع المهام والمهارات الحياتية التي يمارسها الأسوياء وكذلك لا يؤثر على نسبة الذكاء بل بعكس ذلك فقد يكون مبدعاً بما يتحقق له من التعويض من الخالق عن فقدان هذه النعمة، وقد اختار الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الأصم من 15 – 19/5/1433 أسبوعاً للصم تحت شعار (تعزيز حقوق الصم الكبار رجالاً ونساء في العمل) وذلك لتوجيه وسائل الإعلام والرأي العام للاهتمام بشرح الحاجات الأساسية والصحية والتربوية والنفسية التأهيلية للصم صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء وذلك لتحقيق الأمن الأسري والاجتماعي والوظيفي والصحي وحقهم في العمل، فالأصم يختلف عن بقية المعاقين فهو يستطيع ممارسة الحياة الطبيعية كالأسوياء، يتعلم ويتأهل ويتوظف وينتج ويتفوق في المجال المناسب له ويحيا حياة أسرية طبيعية، وذلك لن يتأتى إلا بدعم كامل من جميع فئات المجتمع المحيط بالأصم لاستثمار قدراته وإمكانياته وتفهم متطلبات النمو الجسمي والانفعالي لكل مرحلة من مراحل العمر عن طريق إيجاد جو من التواصل مع الأصم لتحقيق هذه الأمور. ولا ننسى أن الأصم أكثر المعاقين تأثيراً على المجتمع إذا لم يتم احتوائه وتحقيق الأمن الإنساني له لأنه لا يفهم ما يدور حوله فيبني على سوء الفهم سلوكيات خاطئة ربما تكون مصدر ضرر له وللمجتمع؛ وهذا مما يؤكد أهمية كل ذلك وتأثيره على المجتمع المحيط به وتحمله المسؤولية كاملة نحو ما يحدث منه سلباً أو إيجاباً لنحصل على نتائج تصب في مصلحة الأصم والمجتمع. وإذا ما قام كل منا بدوره نحو الأصم فتبقى الحلقة الأهم وهي الجهات المسؤولة عن التوظيف باستشعار حقه في العمل، فيجب إعطاء الأصم الأولوية القصوى في التوظيف في المجال الذي يتقنه وإيجاد نوع من المرونة في بعض الشروط التي يمكن تجاوزها لبعض الوظائف، فقد أثبت الكثير منهم نجاحهم في الأعمال التي تسند إليهم ولعل أقرب الأمثلة للمبدعين الصم هم: عربياً العالم ابن سيرين والشاعرين الكميت بن زيد ومصطفى صادق الرافعي، وعالمياً عمالقة الموسيقى بيت هوفن صاحب السمفونيات المشهورة، وديفيد رايت إضافة إلى مؤسس لغة الإشارة الفرنسي آب شار مايكل.