لا يزال معدن الملح الواقع بمركز الشقة شمال مدينة بريده يعاني من الإهمال والتجاهل من قبل المسؤولين، ويقبع ككنز ثمين وسط المخلفات والأغنام النافقة على طول 10 كم، فيما حرم المستثمرون والمواطنون من ثروة يمكن أن تتحول إلى رافد اقتصادي للمنطقة والمملكة على وجه العموم. وتلوث روث الإبل والمواشي أرض الملح وباتت مرتعا لها بسبب عدم حفظها وتسويرها من المواشي والمخلفات، إلى جانب أكوام من الأغنام النافقة مما تسبب في تجمع البعوض والحشرات التي تهدد بالأوبئة والأمراض في حال استمر الوضع على ما هو عليه، فضلاً عن افتتاح شركة بتروليات المجاورة لمعدن الملح عبارة تصب الزيوت في الأرض التي لم تستغل استغلالا لمصلحة المواطنين والوطن. ووقفت "الوطن" خلال جولتها على أرض الملح والتقت بكثير من المواطنين، وقال أحدهم يدعى عبدالرحمن المرشدي وكان يحمل أكياسا كبيرة من الملح إنه يستخدم هذا الملح للمواشي وإنه غير صالح للاستخدام الآدمي بسبب تلوث أرضه نتيجة نفوق كثير من الأغنام والمخلفات التي تحرق بوسطها، فيما ناشد يوسف السويد الجهات المختصة بسرعة التحرك نحو معدن الملح الذي ينذر بحدوث كارثة بيئية وصحية للمواطنين، مشيراً إلى أن الزيوت والشحوم والمخلفات تهدد حياة كثيرين. وأضاف السويد أنه تضرر كثيراً من العبارة التي تصب الزيوت والشحوم على أرضه وأرض معدن الملح، وتابع "هذه العبارة تصب منذ عشرين عاما على أرضه ومعدن الملح، وأنه تقدم بخطاب لأمين منطقة القصيم بتاريخ 3/6/1430" إلا أنه لم يجد التجاوب من الأمين وصحة البيئة منذ 3 سنوات"، داعياً إلى سرعة اتخاذ القرارات بشأنها وإغلاق هذه العبارة أو نقل الشركة التي تفرغ زيوتها بأرضه وأرض معدن الملح إلى مكان آخر. من جهته، أوضح الناطق الرسمي بأمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد ل"الوطن" أن الاستثمار في "معدن الملح" أمر غير متاح لأن هناك توجيهات تنص على أن يتاح الموقع ليستفيد منه عموم المواطنين دون مقابل، وتابع "بالنسبة لتسوير الموقع هناك جزء من الموقع مسوّر بالفعل لحماية تداخل الأملاك، وهناك تنسيق مع مركز القرعاء لحجز السيارات والمتابعة وحراسة الموقع".