تناقل الكثيرون من الطلبة وكذلك أهالي الطلبة المبتعثين أخبارا شتتت القارئ بين مصدق ومكذب فيما يتعلق بمعاناة الطلاب السعوديين في الخارج. حتى إن موقع اليوتيوب الأشهر حوى مقاطع لطلاب يسردون معاناتهم مع الملحقيات الثقافية. الملحقية الثقافية المعني الأول بمتابعة الطالب الدارس خارج المملكة. فهي التي تنسق مع الجامعات لدفع رسوم الطالب وصرف راتب المبتعث وتيسير التأمين الصحي له في بلد الابتعاث إلى غير ذلك من المهام المناطة بالملحقية في أي بلد كان. عودا على بدء فأقول نشر ما هو محير وفيه من التناقض الشيء الكثير، ففي تصريحات لمسؤولي الملحقيات الثقافية، وأقصد الملحق الثقافي، أن الأمور تسير على أكمل وجه وأن طلابنا في الخارج يتمتعون بخدمة لا مثيل لها على جميع الأصعدة. في المقابل عند عودة أبنائنا لقضاء إجازاتهم لا أقول نسمع ممن يتذمرون من تعامل الملحقيات وأقصد موظفيها مرورا بتأخير معاملاتهم وإغلاق المكاتب وقت الدوام الرسمي، والأهم هو عدم الرد على وسائل الاتصال المتاحة منها أرقام الملحقيات ورسائل البريد الإلكتروني. ولكن بعد تصريح وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبد الله الموسى فيما يتعلق بإيقاف خدمة ما يقارب عشرين موظفا من جنسيات عربية في دول مختلفة ليؤكد ويثبت الحقيقة أن هنالك تقاعسا في خدمة أبنائنا الطلبة في بلد الغربة. كثر التذمر من الطلبة فيما يخص الإلحاق بالبعثة الدراسية في بلد الغربة، وهو موضوع حساس لكثير من الطلبة، خصوصا بعد الشروط التي أعلنتها الوزارة لطلب الإلحاق بالبعثة. لذا من تنطبق عليه الشروط يجب على موظفي الملحقيات سرعة إلحاقه بالبعثة، لأن وجوده في بلد الغربة بدون دخل شهري قد يكون بمثابة حمل ثقيل على أبنائنا الطلبة، لأنه كما قيل (المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة). أما فيما يتعلق بتوظيف أو سعودة الوظائف في الملحقيات السعودية في الخارج فهو ما يتردد على ألسنة الكثيرين وإحلال العمالة من جنسيات عربية في الملحقيات بمواطنين سعوديين فهو الحل الأمثل من وجهة نظري، ينتج عنه ولو بنسبة بسيطة محاربة البطالة في بلدنا. لذا أوجه سؤالا للمعنيين: لماذا لا يفتح المجال للشباب السعودي العاطل للعمل في الملحقيات السعودية خارج المملكة العربية السعودية؟ وأنا على يقين تام أن الإقبال سيكون عليها مرضيا إلى حد كبير. أقول مرضيا، كون العديد من أبناء البلد لا يستطيع تحمل الغربة إلا أنه قد يبحث عن لقمة عيشه. وكما قيل (البلد اللي ترزق فيه مو اللي تولد فيه). لذلك من الضروري وضع لوائح لتوظيف السعوديين في ملحقيات وزارة التعليم العالي في الخارج وفتح مجال التوظيف فيها هو المناسب من وجهة نظري بدلا من حصر الوظائف المهمة في الملحقيات بسعوديين كالملحق الثقافي ومن ينوبه وبعض الوظائف المهمة فقط.