عبد القادر الفنتوخ: من له حق فيلتقدم لي عن طريق صحيفة الشرق هجر العديد من الطلاب الوطن قاصدين نيل العلم والمعرفة على حسابهم الخاص، آملين أن تأتي الأقدار بما ييسر أمورهم، ويخفف عنهم معاناتهم مع الغربة، يطمحون إلى الاستفادة من الأمر الملكي الكريم القاضي بضم الدارسين في الخارج على حسابهم الخاص إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الصادر بتاريخ 20 /3/ 1432 ه حسب شروط وضوابط البرنامج، ليواجه بعضهم برفِض طلباتهم أكثر من مرة، ومنهم من لم يحقق الشروط التي تسمح لهم بالالتحاق بالبعثة، ومنهم من يتّهم الوزارة والملحقيات الثقافية بالمماطلة وتجاهل أوضاعهم. وباتوا يبحثون عمّن يوصل صوتهم إلى المسؤول، بعد أن ساءت أوضاعهم جراء ارتفاع تكاليف المعيشة والدراسة، لجأوا إلى الشبكات الاجتماعية وأطلقوا حملة» ضمونا قبل أن يقتل فينا الأمل» ليشكلوا صوتاً واحداً، « الشرق « تواصلت مع العديد منهم،وتحدثوا عن همومهم، مطالبين بإيصالها لوزير التعليم العالي، ورغم اختلاف بلدانهم، إلا أنهم يتفقون في الهموم نفسها ويتحدثون عن نفس المطالب. ظروف قاهرة صالح العنزي بدأ صالح مرعي العنزي (37) الحديث قائلاً»: إذا لم أكمل الدراسة.. أرجع لأي شي؟ ،أأرجع للسيارة التي بعتها ؟ أم للقروض التي تضاعفت وأضحت حملاً أثقل كاهلي؟»، صالح الذي يمكث في أمريكا منذ أربعة شهور، خرج من كل الظروف القاهرة قاصداً إكمال دراسته، ليُصدم بالواقع المر والصعب هناك، قال:» والدي متوفى وأنا مسؤول عن نفسي، وقد تخرجت في كلية الاتصالات دبلوم شبكات، وحصلت على وظيفة في شركة تأمين، فاقترضت من البنك وبعت سيارتي، ولم يعد في حوزتي شيء أرجع إليه، لا وظيفة ولا سيارة إلا قرض مطالب بسداده، ومستقبلي أشرف على الانتهاء، وليس لدي أي واسطة، ومع كل هذا ما زال يحدوني الأمل بالزواج «. ويشكو العنزي من عدم ردّ الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا على اتصالاتهم، ويتهمّ المسؤولين هناك بتفعيل الواسطة ويتجاهلون التواصل عبرالبريد الإلكتروني . رفض ثلاث مرات وأفاد سعيد بن مهدي العلي ( 29 ) سنة بأن طلب التحاقه بالبعثة الرسمية رُفِض أكثر من ثلاث مرات، وأن ضيق المعيشة اضطره إلى إرجاع عائلته المكونة من زوجة وولديه للمملكة، لعدم مقدرته على تحمل تكاليف مصاريف الدراسة ومعيشتهم . وعن رفض طلبه يقول: « رُفِض الطّلب مرات، عديدة، وفي كل مرة كنت أمنّي النفس، كوني أرى عدم نظامية الرفض، فمرّة رُفض بحجة اختلاف تخصصي في الماجستير (موارد بشرية) عن البكالوريوس (محاسبة) وبعد شد وجذب تفهّموا أن تخصصي الجديد يصبّ في نفس مجال التخصص القديم، وطلبوا مني تقديم طلب ثان، وتم رفض الطلب من الملحقية لأن التخصص غير موصى به لإراجع الوزارة وأفادوني باعتماد الجامعة والتخصص ليطلبوا مني تقديم طلب آخر للمرة الثالثة بسبب تاريخ التأشيرة الدراسية،مع العلم أن الدراسة بدأت قبل المكرمة بشهرين، وأرفقت تعريفاً يفيد بذلك والملحقية على علم بأن التأشيرة الدراسية تعطى للطالب بعد بداية الدراسة، وقد تفهّموا هذه النقطة مؤخراً بعد جهد وعناء «. ويستغرب العلي من وجود العديد من الطلاب الذين يدرسون في تخصص الموارد البشرية ويتساءل» كيف تمت الموافقة على دراستهم « ؟ مشيراً إلى وجود زميل له ذهب إلى كندا لدراسة الماجستير في نفس التخصص، وتمّ إلحاقه بالبعثة بعد وصوله بتسعة عشر يوماً فقط. رسائل مستفزة وأبدى سعيد بن مهدي دهشته من رسائل مستفزة -على حدّ قوله – تصله على بريده الإلكتروني من وزارة التعليم العالي يبحثون عن خريجي برنامج خادم الحرمين للابتعاث في عدة تخصصات ومنها تخصصه « الموارد البشرية، ويتساءل: « كيف تٌرفض الدراسة في هذا التخصص والوزارة تطلب خريجين من نفس التخصص «. اختبار «تحطيمي» وعرف أحد الطلاب المبتعثين عن نفسه وعن معاناته بأسلوبه الخاص: « أنا الطالب خالد عبيد المطيري الدارس على حسابه (العام) وليس (الخاص)، أقول (العام) لأني لم أترك شخصاً أعرفه إلا استلفت منه مبلغاً وقدره، منذ ثلاث سنوات، وأنا أحلم بالدراسة في الخارج ومنذ تلك الفترة، وأنا أتعثر في القبول في البعثة بسبب الاختبار التحصيلي، الذي أعتبر أنه تحطيمي.» ويضيف المطيري» سافرت للدراسة بعد علمي بإلحاق الطالب بالبعثة الدراسية الحكومية، بعد إتمامه فترة بسيطة، وبعت سيارتي التي كانت أجمل هدية من والدي، وأدرس حالياً في ولاية واشنطن في قرية تشيني في جامعة استرن واشنطن، ولم أتمم دراسة اللغة حتى الآن، ولا أملك في جيبي الآن سوى 200 دولار، ولا أدري هل أشتري بها طعاما أم أوفرها لأغراض الدراسة «. تضحية بالوظيفة وأوضح» فهد الزبيدي» أنه ضحى بوظيفته في الشركة السعودية للكهرباء طمعاً في طلب العلم في الخارج، فهو يدرس في أمريكا مما يقارب الثلاثة أشهر، وأنفق حتى الآن – على حدّ قوله – مائة وثلاثين ألف ريال تقريباً سعياً وراء حلم وطموح رسمه في مخيلته، مبيناً أنه من عائلة محدودة الدخل، ولا تستطيع تحمّل مصاريف دراسته، وأعرب عن أمله في تحقيق حلم الانضمام للبعثة .» مستوى المعيشة وبدأت الطالبة عقيلة علي صالح آل سعيد (28) الدراسة في بريطانيا وترغب في التخصص في « إدارة الموارد البشرية « وهي الآن في دراسة اللغة وتشتكي من ارتفاع مستوى المعيشة في بريطانيا وغلاء الأسعار، مبينة أن والدها لم يبخل عليها بشي، فقد باع ما يملك من أسهم بخسارة، لتسافر ابنته للدراسة وتُضمّ للبعثة. ثلاثمائة ألف ريال ودرس مشاري الخالدي البكالوريوس على حسابه الخاص لمدة ثلاث سنوات في المملكة الأردنية الهاشمية، وتخرج بمعدّل جيد جداً، وحصل زملاؤه على ترقية للبعثة لإكمال الدراسة في مرحلة الماجستير بأقل من المعدّل الذي حصل عليه، وهو الآن في أمريكا على حساب والده وأنفق ما يقارب المائة ألف خلال خمسة أشهر، إضافة إلى تكاليف الدراسة من قبل في الأردن والتي كلفته أكثر من مائتي ألف ريال . إرهاق مادي وتم رفض طلب دينا محمد وهي تدرس بمعهد اللغة في نيويورك منذ ستة أشهر، بحجة إكمال فترة اللغة، بينما تؤكد أن إحدى صديقاتها تم إلحاقها منذ الشهر الأول، مؤكدة أن لديها طموحا كبيراً، إلا أن المادة أرهقت والدها، ولا تدري ماذا تفعل. ويقول محمد الربيعان الذي تخرج من الثانوية بتقدير ممتاز 95% المسار العلمي» قررت الدراسة بالخارج لدراسة اللغة، لأن أمنيتي أن أكون مبتعثاً، وذهبت للخارج، إلا أن تكاليف المعيشة أرهقتني.» فيزة الدراسة يقول أحمد محمد الضيف (25) سنة، الذي يدرس في الجامعة العثمانية في حيدر أباد الهندية « حينما يعلم الهنود بجنسيتك السعودية ينقلب كل شيء ضدك، من مصاريف وما إلى ذلك.» و أوضح أنه تواصل مع الملحقية بعد صدور الأمر الملكي فأفادوه بأنه لم يأتهم أي توجيه من الوزارة، وأن هاجسهم الأكبر حال انتهاء فيزة الدراسة في المعهد لن تجدّد حتى يحصل على قبول في الجامعة مبيناً أن ورسومها للسنة الواحدة مرتفعة جداً. وعود الوزارة وتؤكد ليلى عبد العزيز الأربش توافر جميع شروط الابتعاث فيها ما عدا سنة التخرج، التي زادت سنة عن السن المطلوب، فتقديرها العام ونسبتها التراكمية ممتازة، وراجعت الوزارة، وأبلغها المسؤولون أنها ستدرس فترة بسيطة على حسابها الخاص، ومن ثم تحول إلى طالبة مبتعثة، وهي في أمريكا منذ نوفمبر الماضي ، وحتى الآن لم يُقبل ملف إلحاقها. شروط الابتعاث وأكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أن وزارته تبذل جهدها في سبيل ضم أبنائها الدارسين على حسابهم الخاص في حال استيفائهم لكافة الشروط، وقال: «إن الذين يشتكون ويتذمرون من البرنامج، لم تنطبق عليهم شروط الابتعاث في الأصل.» وعن سوء تعامل الملحقيين الثقافيين مع الطلبة، قال: « إذا لوحظ أي تصرف غير سليم من أي موظف سيتخذ عليه الإجراء اللازم، ونظام سفير الذي طبق أخيراً سيحل عدداً من المشكلات من أهمها احتكاك الطالب مع المسؤول في الملحقية شخصياً، حيث ستصبح المعاملات إلكترونياً وبكل يسهر وسهولة، مؤكداً أن برنامج الابتعاث يراجع ويحسن سنوياً وتعقد له اجتماعات مطولة في البحث عن الإيجابيات والسلبيات في سبيل علاجها. الوزارة لا تتحمل وأوضح وكيل الوزارة للتخطيط والمعلومات الدكتور عبد القادر الفنتوخ أنه من المستحيل أن يتم رفض أي طالب مستوفي كامل الشروط لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وقال: « أنا أضمن أنه لا يوجد أي شخص استوفى جميع شروط الابتعاث ولم يلحق، وإذا كان لدى أي طالب شكوى أو حق في الابتعاث أن يتقدم لي شخصياً عن طريق «الشرق». مؤكداً أن الوزارة لا تتحمل من يذهب للدراسة على حسابه الخاص بحجة ضمهم للبعثة بعد فترة بسيطة، مثل ما يفعل بعض الطلاب الذين لا تتحمل الوزارة مسؤوليتهم بسبب إخلالهم بشرط أو أكثر من شروط الابتعاث، إلا إذا حقق شروط البعثة فينظم للبعثة بعد استكمال كامل الإجراءات الخاصة به. كما رد الفنتوخ على شكوى بعض الطلبة الذين ذهبوا للدراسة على حسابهم الخاص وتعرضوا لضائقات مالية كبيرة، ولم يُضموا للبعثة، قائلاً: «لا أنصح أن يسافر الطالب على حسابه الخاص، بغية ضمه للبعثه بعد أشهر، إلا إذا كان مقتدراً، والوزارة لا تتحمل عواقب فعل الطلبة». موقع الوزارة وقال الدكتور عبد الله الموسى، وكيل الوزارة لشؤون الابتعاث «إن أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، طبق بالحاق جميع الدارسين على حسابهم الخاص، ولكن الزيادة الحالية في عددهم جاءت بدون تخطيط من الطلاب حيث يفترض أن يطلعوا على شروط الحاق الدارسين على حسابهم الخاص في البعثة المحدد بقرار من المقام السامي الكريم رقم 5601 وتاريخ 22/4/ 1418ه والأمر السامي الكريم رقم 29 وتاريخ 3/2/1431ه، والموجود على موقع وزارة التعليم العالي الإلكتروني قبل أن يلتحقوا بالبعثة.» خطوات الإلحاق بالبعثة 1 -اختيار الدولة، والمدينة التي يرغب الطالب الدراسة فيها، وذلك عن طريق البحث في مواقع الأنترنت، والقراءة، وسؤال من درسوا وعاشوا في تلك الدولة، و ذلك البلد. 2 -اختيار الجامعة، والقسم الموصى بهما من قبل وزارة التعليم العالي، والتأكد من ذلك بسؤال الملحقية، أوعبر موقع الوزارة الإلكتروني (الجامعات الموصى بها). واختيار التخصص الذي يرغب في دراسته، ويتلاءم مع استعداده، ودراساته السابقة، شريطة أن يكون هذا التخصص من التخصصات المطلوبة: (الطب، والصيدلة، والتمريض، والعلوم الصحية، والقانون، والمحاسبة، والحاسب الآلي، والتجارة الإلكترونية، والتأمين، والتمويل، والتسويق، وجميع تخصصات الهندسة ) . 3 -إصدار تأشيرة دراسية (طالب) من سفارة الدولة التي اختارها لدراسته. 4 -فتح ملف طالب دارس على حسابه الخاص في الملحقية الثقافية، ويتطلب ذلك إرسال جميع الأوراق الثبوتية والأكاديمية عبر بوابة الطلبة المبتعثين . 5 -إنهاء الساعات المطلوبة للإلحاق، وهي: ساعة دراسية لمرحلة البكالوريوس، بمعدل (2.5) من (4) ، أو (3.5) من (5) ، أو (75) من (100) حسب تصنيف الجامعة للمعدل التراكمي. (9) ساعات لمرحلة الماجستير، بمعدل تراكمي (2.75) من (4) أو ما يعادلها. (9) ساعات لمرحلة الدكتوراة، بمعدل لا يقل عن (3.3) من (4) أو ما يعادلها. 6 – تعبئة طلب الإلتحاق بالبعثة عن طريق بوابة الطلبة المبتعثين، وإرساله للملحقية، وإكمال الخطوات اللازمة. ثانياً: خطوات الإلحاق بالبعثة يُمكِّنُ الإلتحاق بالبعثة الدارس على حسابه الخاص في الخارج أن يتقدم بطلب الإلتحاق بالبعثة إلى الملحقية الثقافية السعودية في الدولة التي يدرس فيها، وتتولى الملحقية إلحاقه وفق ضوابط الالتحاق وشروطه التي حددها الأمر السامي الكريم ذو الرقم ( 7/ب/5601) المؤرخ في 22/4/1418ه