تتصدر موجة الجفاف أجندة اجتماع وزراء البيئة العرب الذي يعقد في جدة خلال الفترة من 24 إلى 29 مارس الجاري، والذي قد ينتج عنه هيئة إقليمية جديدة تجمع العرب لمناقشة ومراقبة "الجفاف". وكشف مساعد الرئيس العام لشؤون الأرصاد والمركز الوطني للأرصاد والبيئة، رئيس اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية الدكتور سعد محلفي عن عرض لإنشاء هيئة إقليمية معنية بمراقبة الجفاف والإنذار المبكر بالمنطقة العربية، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الأول لتطوير قدرات الخدمات الأرصادية والمناخية بالدول العربية. وبين محلفي أن موجات جفاف ضربت المنطقة العربية أدت إلى انحسار الغطاء النباتي والضغط على مصادر المياه، والزراعة، والثروة الحيوانية والبرية والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى تأثير العواصف الترابية المصاحبة لموجات الجفاف على قطاعات النقل والزراعة والصحة وزيادة رقعة التصحر. وأوضح محلفي أنه لتجنب تأثير الجفاف فإن الأمر يتطلب إعداد سياسات واستراتيجيات وطنية وإقليمية لمواجهة الجفاف والحد من آثاره والإنذار المبكر من موجاته قبل وقت كاف، لتوفير المعلومات لصناع القرار للتخطيط المبكر لمجابهة حدة الجفاف المستقبلي. وقال محلفي إن الاجتماع يهدف إلى وضع الأسس والبنى التحتية لاستيعاب المنطقة العربية للتوجه الدولي في تطوير قدرات الخدمات الأرصادية والمناخية بما يخدم المواطن العربي والخطط التنموية في الدول العربية، مضيفاً أن وزراء الدول العربية المختصين بشؤون الأرصاد والخبراء المعنيين سيبحثون خلال اجتماعهم مواجهة الجفاف وإقرار آلية مشتركة للدول العربية لمراقبة الجفاف والإنذار المبكر، وكذلك آثار التغيرات المناخية على الوطن العربي، وكيفية رفع كفاءة مستوى أنظمة جودة معلومات خدمات الأرصاد في الدول العربية، وبحث آليات التعاون الإقليمية لرفع مستوى التوقعات والإنذار المبكر من الظواهر الجوية الشديدة والحد من مخاطرها. وكشف الدكتور محلفي عن أن الاجتماع يأتي في ظل تأثر العديد من الدول العربية بكوارث السيول الجارفة والفيضانات الناتجة عن سحب رعدية شديدة، أدت إلى هطول أمطار غزيرة في وقت قصير والتي تعمق تأثيرها في السنوات الأخيرة تبعا للمتغيرات المناخية؛ الأمر الذي يتطلب تطوير البنية التحتية للتوقع والإنذار المبكر وإصدار التحذيرات في وقت مناسب، مما يسهل على الأجهزة المعنية الاستجابة والإخلاء ومجابهة الحدث في وقت مناسب. ويستعرض الوزراء المسؤولون في هذا الاجتماع شؤون الأرصاد بالعالم العربي والتغيرات المناخية الطارئة في العالم العربي. وتأتي ورشة عمل الإنذار المبكر من الفيضانات والظواهر المناخية وآليات الحد من المخاطر في صدارة أعمال الاجتماع الوزاري الأول للأرصاد. يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول لتطوير قدرات الخدمات الأرصادية والمناخية بالدول العربية الذي تستضيفه المملكة يأتي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وانطلقت في جدة أمس لقاءاته التحضيرية، حيث عقدت اللجنة التحضيرية للاجتماع الوزاري اجتماعا، تم خلاله استعراض الوضع الراهن لخدمات الأرصاد والمناخ بالدول العربية، وآليات تعزيز التعاون بخدمات الأرصاد والمناخ والتغير المناخي بالدول العربية وعلى المستوى الإقليمي، واستعراض القرارات الدولية والإقليمية الخاصة بخدمات الأرصاد والمناخ وتعزيز آليات الالتزام بها على المستوى الوطني والإقليمي، والتحضير النهائي لجدول أعمال الاجتماع الوزاري، واستعراض البرامج العالمية والإقليمية المستحدثة لبناء وتطوير القدرات، والإطار العالمي للخدمات، المناخية، والاستراتيجيات الوطنية لمجابهة الجفاف، وبناء وتطوير القدرات، ونظام معلومات المنظمة العالمية للأرصاد، والتدقيق والتفتيش الدولي، وجودة المعلومات، والحد من مخاطر الكوارث، وآليات العمل العربي المشترك نحو تعزيز دور المراكز الوطنية وإنشاء المراكز الإقليمية التي ستتولى الخدمات المناخية الإقليمية والتوقعات طويلة الأمد وآثار المتغيرات المناخية على المنطقة وآلية دعمها، واستراتيجيات مواجهة الجفاف بالدول العربية.