الشخبطات فن ذميم له رواده ومحبوه.. على الكباري والجسور وفوق الأحجار والصخور.. على واجهات المباني وأسوار المدارس، وعلى الأملاك العامة والخاصة، وعلى جذوع الأشجار وأعمدة نقل تيار الكهرباء، وفوق كل مساحة مناسبة، وعلى أبواب دورات المياه بالمساجد بالأسواق.. بالاسترحات، بالمطاعم، وعلى الكراسي الموضوعة داخل المتنزهات وعلى شواطئ البحار. نسج البعض شخبطاتهم وذكرياتهم ورموزهم وحروف وأرقام جوالاتهم وسياراتهم. عندما ننتقل من منطقة لأخرى نشاهد نفس ذلك الفن الذميم. قد نتعجب من جودة وإتقان شاب ما من شباب بلادنا في خطه وفي رسمه وفي رموزه. وقد نعجب ببعض تفاصيل ذلك الفن الذميم برهة من الزمن ثم نفيق من بين ذلك الإعجاب ونجده قد التصق بجدران منازلنا وأسوارها.. تنفذ بجميع مدارسنا برامج تربوية توعوية تحث على أهمية المحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة، وباليوم التالي نجد ذلك الفن الذميم قد شوه الطاولات وأبواب دورات المياه.. عندها يقف المدير والوكلاء والمعلمون والمرشدون دقيقة حداد على تربية أجيالنا الحالية، فن الشخبطات فن ذميم تمكن من خلاله بعض من يعكس تيارات الحقيقة من ممارسة فنونهم بكل مناطق بلادنا، فمن يقيم بالعاصمة ينسج ذكرياته فوق ممتلكات الجنوب ومن يقيم بالغربية يدون ذكرياته بالشمال ومن كان قادماً من الشرق يخط ذكرياته وفنه على أرض الغربية.. وهكذا تستمر عجلة التشويه ويدخل على نفس الخطوط عدد كبير من العمالة الوافدة فيطبعون ذكرياتهم ورموزهم بلغاتهم الأصلية دون حرج ودون خوف من عقاب قد يطالهم. صدقوني الكل معني بذلك الفن الذميم ولن تجدي نفعاً جهود مدارسنا في توعية طلابها.. الأسرة لها دورها والمواطن العادي الغيور له دوره في الإبلاغ عن كل فنان ذميم، والجهات الأمنية عليها أدوار مهمة تستلزم الحزم والضبط والمحاكم.. وإمارات المناطق عليها واجبات واضحة وبينة تتطلب تقليل حدة ذلك الفن، وكذلك المساجد ومنابر الخطبة والدروس اليومية عليها واجبات وأدوار مهمة تستوجب المشاركة في حملات التوعية وفي تحفيز شباب بلادنا للعناية بالممتلكات الخاصة والعامة.. فتلك الممتلكات حق خاص للجميع لي ولك ولفلان وعلان.. لن تجدي نفعاً برامج وخطط بعض الجهات وبعض أفراد مجتمعنا الرامية إلى تخصيص لوحات جدارية يستطيع من خلالها أولئك الفنانون من الشخبطة عليها والرسم والكتابة وتدوين كل مفيد، فقد يشاركون ويدلون بدلوهم فترة من الوقت ثم يعودون لسابق عهدهم وفنهم. المواطن الغيور هو عين البصيرة التي تكتشف فنون الغير المذمومة، وهو من يمثل الحكومة، وهو من يساهم بفطنته ووطنيته وتفاعله من كبح جماح أولئك الفنانين، وهو من يرشد إلى تلك الأنامل الذهبية، وهو من يوقف سلوك الغير، وهو من يعيد النظافة لساحات المدن وأحجار القرى وأماكن الترفيه والتنزه.. قبل الوداع: المكافأة والجوائز النقدية لها مفعول سحري في علاج هذا الفن الذميم وتلك الشخبطات الخادشة للحياء.