تتمثل أهمية مركز أبحاث المواد المتقدمة وأبحاث النانو بجامعة نجران، في التوظيف الفعال للطاقات العلمية والتجهيزات التقنية وتوجيهها نحو خدمة القضايا التنموية، وتدعيم الروابط بين مؤسسات البحث العلمي والجهات الصناعية والخدمية. ويهدف المركز إلى تحسين القدرة التنافسية وتحفيز القطاعات المستهدفة للاقتصاد من خلال بناء الكوادر الوطنية المؤهلة في هذا المجال الواعد، وتطوير الملكية الفكرية وتحويلها لمنتجات تدعم الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة (Knowledge Based Economy). وقال مدير المركز الدكتور صالح الصيعري: إن الجامعة جهزت المركز بأحدث الأجهزة العلمية التي يتطلبها إنتاج وتحليل وقياس المواد النانوية. وتقدر تكلفة إنشاء المركز حوالي 40 مليون ريال سعودي بما فيها بناء ما يسمى بالمختبر النظيف (Clean Room) وهو المختبر الذي يتم فيه تصنيع المواد التي بحجم النانومتر، والذي يعتبر المختبر الأول من نوعه على مستوى جامعات المملكة. وأضاف: لقد تشرفت الجامعة بافتتاح أمير نجران الأمير مشعل بن عبدالله للمركز في منتصف 1432، ليبدأ صفحة جديدة من الإنجازات، تمثل أولها في الفوز بأحد المراكز الواعدة المدعومة من وزارة التعليم العالي، إذ تمت موافقة الوزارة على إنشاء (المركز الواعد في المجسات والأجهزة الإلكترونية) في جامعة نجران بدعم سخي من الوزارة مقداره 10 ملايين ريال محققاً بذلك أحد المجالات البحثية التي يستهدفها مركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو بجامعة نجران. وتتمثل المجالات البحثية التي يعنى بها مركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو بجامعة نجران في تحضير جميع المواد "النانومترية" بأشكال مختلفة مثل القضبان و الأنابيب والأفلام الرقيقة والأسلاك والألياف بعدة طرق تحضير حديثة. وكذلك تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية من خلال تخفيض حجم المواد إلى قياس النانومتر. كما تتوفر بالمركز كثير من أحدث التجهيزات العلمية التي يتطلبها إنتاج وتحليل وقياس المواد النانوية، والتي قلما تجدها تحت سقف واحد. ومن هذه التجهيزات على سبيل المثال، المجهر الإلكتروني الماسح، والمجهر الإلكتروني النافذ، جهاز حيود الأشعة السينية، أجهزة قياس كفاءة الخلايا الشمسية، جهاز أطياف الأشعة فوق البنفسجية، جهاز أطياف رامان، جهاز أطياف الأشعة تحت الحمراء، المجهر الضوئي، مسعر المسح التبايني. كما استقطب المركز مجموعة من الباحثين المميزين في مجالات المركز البحثية، والذين لهم أبحاث علمية منشورة في مجلات علمية عالمية محكمة. ويبلغ عدد الباحثين بالمركز 9 من الحاصلين على الدكتوراه من ضمنهم عدد من الباحثين السعوديين، و3 من الحاصلين على الماجستير، إضافة لعدد من الفنيين السعوديين المؤهلين. وبين أن الجامعة وقعت عدة اتفاقات مع جامعات ومراكز بحوث عالمية، تفعيلاً لدور الشراكة العالمية والتعاون الدولي. ومن هذه الجامعات ومراكز البحوث: جامعة كوريا الجنوبية الوطنية، جامعة شنبوك الكورية، معهد البحوث القومي المصري. كما أن العمل جار حالياً على إبرام اتفاقيات مع مراكز بحوث عالمية متخصصة في مجال "حفازات النانو". وأشار إلى أن من أولويات المركز في الفترة المقبلة العمل على استقطاب طلاب الدراسات العليا السعوديين الذين يدرسون في جامعات المملكة أو في الجامعات العالمية في مجال المركز، وذلك لعمل تجاربهم البحثية داخل المركز. وختم الصعيري حديثة بالقول: إنه وعلى الرغم من حداثة مركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو وعدم اكتمال فريقه البحثي وتجهيزاته كافة، إلا أنه حقق كثيرا من الإنجازات بفضل الله التي منها النشر العلمي لأكثر من 40 بحثا علميا منشورا في مجلات علمية عالمية محكمة ذات معامل تأثير عالٍ (High impact factor journals)، وتم نشر مجموعة كتب في بعض مجالات المركز البحثية.