انتقد مجلس الشيوخ الأفغاني القوات الأميركية، مشيرا الى أن ما ارتكبته من جرائم يفوق ما قامت به القوات السوفيتية إبان غزوها السابق لأفغانستان. ودعا المواطنين للتظاهر السلمي ضد هذه القوات. وقال رئيس المجلس فضل الهادي مسلميار أمام الصحفيين أمس إن المجزرة الأخيرة التي نفَّذها جندي أميركي في منطقة بنجوائي بولاية قندهار هي جريمة حرب وطالب بمحاكمة علنية لمرتكبها،مضيفاً أن الاعتذارات الرسمية غير كافية، داعيا مجالس الأقاليم في جميع أنحاء البلاد إلى إغلاق مكاتبها والوقوف إلى جانب المحتجين. من جانبها أصدرت هيئة علماء أفغانستان بياناً شديد اللهجة دانت فيه المجزرة، وقال البيان "يدعو مجلس علماء أفغانستان المسؤولين في الحكومة الأمريكية إلى عدم صب الزيت على نار الفتن ضد شعبنا المظلوم، وحين تثور ثائرة الغضب لدى الأفغانيين فإن مسؤولية نتائجها ستكون على المسؤولين في واشنطن". وأضاف "إذا كانت الولاياتالمتحدة ترغب في تهدئة الوضع حتى لا يصل مرحلة الثورة التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها فإن عليها أن تقدِّم الضالع في مجزرة قندهار إلى العدالة العلنية". وكان أكثر من ألفي طالب من جامعة جلال آباد كبرى مدن شرق أفغانستان قد نظَّموا أول تظاهرة معادية للولايات المتحدة في المدينة، ورفع الطلاب لافتات معادية لواشنطن والرئيس باراك أوباما، وهتف بهتافات مناوئة للوجود الأميركي في بلادهم. كما ندَّد الحزب الإسلامي (جناح حكمتيار) في بيانٍ على لسان الناطق باسمه قريب الرحمن سعيد بمجزرة قندهار واعتبرها "عملاً وحشياً" وقال إن الأحداث الأخيرة المتكرِّرة "تشير إلى أن الأميركيين لا يحترمون المقدَّسات الإسلامية". ودعا سعيد إلى تقديم الجندي المسؤول عن هذه الجريمة إلى محاكمة علنية في أفغانستان، وطالب الرئيس قرضاي بأن يعلن رحيل القوات الأجنبية بدل "الاعتذارات الفارغة". في غضون ذلك تعرَّض الوفد الرسمي الذي كلَّفه الرئيس الأفغاني لإجراء تحقيق ميداني في المجزرة لهجوم مسلح لدى وصوله إلى المنطقة وأسفر عن إصابة مدني بجروح بينما لم يصب أحد من الوفد بأذى وتمكَّن المهاجمون من الفرار، وقد تبنت حركة طالبان مسؤولية الهجوم. وكانت الولاياتالمتحدة قد سعت إلى امتصاص الغضب الشعبي المتزايد في الشارع الأفغاني، وأعلن وزير دفاعها ليون بانيتا أمس أن الجندي الذي قام بقتل 16 مدنياً أفغانياً سيواجه الحكم بالإعدام في حال أدانه القضاء العسكري. وأعرب عن أسفه "للخسائر المرعبة في الأرواح البشرية"، ملمِّحاً إلى أن الجندي المتهم قد اعترف بارتكاب الجريمة، وأضاف "لا يمكننا أن نسمح بأن تنسف هذه الحوادث إستراتيجيتنا أو المهمة التي نقوم بها. من المهم أن نتقدم". في باكستان، لقي 8 أشخاص مصرعهم في غارة صاروخية شنتها طائرة أميركية بدون طيار أمس على سيارة في مقاطعة وزيرستان الجنوبية بالحزام القبلي الباكستاني المحاذي للحدود الأفغانية.