تعهد المتحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) امس بأن تتم محاكمة جندي أمريكي قتل 16 مدنيا في جنوبأفغانستان. وقال البريغادير جنرال كارستن جاكوبسن إن القوات الدولية تتعهد باتخاذ الإجراءات القانونية الكاملة تجاه الحادث الذي وقع أمس في قندهار و"ستتم محاكمة المتهم بعد ذلك". وقتل 16 مدنيا على الأقل ، معظمهم من النساء والأطفال ، أثناء نومهم في منازلهم في منطقة بنجاوي. وأكد جاكوبسن أن الحادث "رغم مأساويته ، فإنه حادث فردي". وأضاف: "ما عهدناه في السابق هو اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي خطأ ، بالنسبة للجنود سواء في العراق أو هنا خلال السنوات الماضية" ، إلا أنه لفت إلى أن العملية القانونية ستأخذ وقتا. وقال: "في كل دول التحالف، الجيش لا يتساهل مع أي مخطئ". من جانبها توعدت حركة طالبان امس بالانتقام للمجزرة التي ادت الى توتر جديد في العلاقات الهشة بين افغانستانوالولاياتالمتحدة. وكان جندي اميركي مدجج بالسلاح اقدم في ساعة مبكرة من صباح الاحد على قتل 16 مدنيا افغانيا بينهم اطفال ونساء ومسنون في ولاية قندهار، معقل طالبان في جنوبافغانستان، بحسب مصادر غربية وافغانية. وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان بعض الجثث كان عليها علامات سوداء نتيجة احتراق، بعد ان عاينها في محافظة قندهار بجنوب البلاد. وتعتبر المجزرة الاخيرة ضمن سلسلة اعمال لجنود اميركيين اثارت استنكارا واسعا في افغانستان، وتأتي بعد اسابيع على احراق مصاحف في قاعدة اميركية ادت الى اعمال عنف نتج عنها اربعون قتيلا وتراجعت العلاقات بين البلدين اثرها الى ادنى مستوى. وتعهدت حركة طالبان التي تقود تمردا مسلحا منذ عشر سنوات ضد النظام في كابول وضد التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة بالانتقام "لكل شهيد .. ضد الاميركيين الهمجيين المختلين عقليا". وكانت السفارة الاميركية في كابول حثت مواطنيها على اتخاذ احتياطات اضافية وحذرت من "مشاعر معادية للاميركيين ومن تنظيم تظاهرات في الايام المقبلة خصوصا في ولايات بشرق وجنوب البلاد". وقدمت الولاياتالمتحدة تعازيها لاسر الضحايا وتعهدت باتخاذ اجراءات ضد اي شخص تتم ادانته. واتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما هاتفيا بنظيره الافغاني حميد كرزاي الاحد وعبر عن "حزنه العميق" للمذبحة التي وصفها بأنها "مفجعة ومروعة" متعهدا باجراء "تحقيق شامل" من اجل "محاسبة المسؤولين". وتشكل مجزرة الاحد اختبارا صعبا للتحالف بين الولاياتالمتحدةوافغانستان اذ لا يزال البلدان يخوضان محادثات صعبة للتوصل الى معاهدة تحدد الشراكة بينهما بعد انسحاب القوات القتالية الاجنبية من افغانستان في 2014. وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي صرح الاحد في بيان ان "الحكومة سبق ودانت مرارا العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الارهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. الا انه عندما يقتل افغان عن عمد من قبل قوات اميركية، فهذا يعني جريمة قتل وعملا لا يغتفر". واتصل هاتفيا باسر الضحايا بمن فيهم رفيق الله وهو فتى في ال15 اصيب بجروح في الساق وقال للرئيس ان الجندي مزق ثياب النساء في المنزل وقام باهانتهن. وروى رفيق الله في تسجيل هاتفي اطلعت عليه وكالة فرانس برس "لقد اتى الى منزل عمي وكان يلاحق النساء ويمزق ثيابهن ويقوم باهانتهن". وسارعت حركة طالبان الى ارسال مقاتلين الى المساجد في منطقة بنجاوي في ولاية قندهار لحضور تشييع الضحايا وحث السكان على التمرد. وقالت حركة طالبان في بيان ان "القسم الاكبر من الضحايا اطفال ابرياء ونساء وشيوخ قتلهم الاميركيون الهمجيون الذين سلبوا حياتهم الثمينة بلا رحمة وتلطخت ايديهم بدمائهم". وتعتبر المجزرة وهي الاولى من نوعها ضد مدنيين افغان الاحد كارثة بالنسبة الى الحلف الاطلسي وقواته التي باتت تتعرض بشكل اكبر لاطلاق نيران "صديقة" من جنود افغان تقوم بتدريبهم، ما ادى الى انهيار الثقة بين الجانبين. الى ذلك أقفل مجلس النوب الأفغاني امس ابوابه احتجاجاً على القتل "الوحشي" للمدنيين من قبل الجنود الأميركيين في إقليم قندهار الجنوبي. وأفادت وكالة أنباء "باجهوك" الأفغانية أن النواب الغاضبين أدانوا الهجوم "الوحشي" على الناس العاديين في قندهار، وقرروا عند الساعة 11 صباحاً بتوقيت كابول إغلاق مبنى البرلمان ليوم واحد احتجاجاً على الحادثة.