عاد الباحث العراقي فاضل الربيعي إلى أساطير العرب القدماء ومروياتهم، ليكشف (المسكوت عنه)، ويعيد بناءها في سياق تحليل وتفكيك لأسطورة "إساف ونائلة"التي قرأ فيها ما تجاهله القدماء والمعاصرون، وذلك من خلال كتاب بعنوان "إساف ونائلة: أسطورة الحب الأبدي في الجاهلية"، صدر أخيرا عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت. ويكشف الربيعي في الكتاب عن الرسالة الرمزية التي تتضمنها هذه الأسطورة، ويرى أنها تجسيد لعقيدة (الزواج المقدس). ولأن أسطورة إساف ونائلة تدور في نطاق فكرة (الحب الأبدي) الذي يجمع الزوجين، ويوحّدهما في رباط وثيق، فقد تجلت فيها تعبيرات كثيرة سكت عنها الإخباريون القدماء، مثلما تجاهلها المعاصرون. الكتاب وصفته الدار الناشرة بأنه مغامرة جريئة وغير مسبوقة في البحث التاريخي، تؤسس لمدرسة إنثروبولوجية عربية جديدة، ستعيد الاعتبار للمرويات الإخبارية، بوصفها مرويات (تقول التاريخ) لكنها لا تتضمنه بشكل متسلسل ومتماسك. وفي قلب هذا التاريخ، يمكن القارئ، أن يكتشف الخزان الهائل لرموز الحب في الثقافة العربية القديمة وصلتها بطقوس التقرب لإله الخصب. يذكر أن جداول نشرت خمسة من كتب الربيعي وهي: غزال الكعبة الذهبي، السبي البابلي، المناحة العظيمة، المراثي الضائعة، وإساف ونائلة.