كشف أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري في حديثه إلى "الوطن" عن انتهاء دارة الملك عبدالعزيز من تعقيم 470 سجلاً من سجلات فرع وزارة الشؤون الإسلامية فيما يتعلق بوثائق الأوقاف المتعلقة بتاريخ المدينةالمنورة والتي تعود أقدمها إلى عام 1233، مشيراً إلى أنه تم تغليف تلك الوثائق في ملفات خاصة تضمن سلامتها وإطالة عمرها في خدمة البحث العلمي. وقال أمين عام دارة الملك عبدالعزيز في رده على استفسار "الوطن" حول مدى إمكانية إيفاد باحثين لتعلم اللغة العثمانية لتسهيل قراءة الوثائق العثمانية بلغتها الأصلية والتي تعد من مصادر تاريخ الجزيرة العربية التي لا يمكن الاستغناء عنها: إن من أول التجهيزات الإدارية والبشرية التي عملتها دارة الملك عبدالعزيز وبتوجيه من أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو إيفاد عدد من الموظفين المؤهلين لتعلم اللغة العثمانية القديمة التي كتبت بها الوثائق العثمانية، وذلك نظرا لما تمثله تلك الوثائق من وعاء معلوماتي ثري ومهم ومصدر تاريخي غني ولا يمكن الاستغناء عنه من مصادر تاريخ الجزيرة العربية، وخاصة المنطقة الغربية منها، وتاريخ المملكة العربية السعودية في فتراتها الأولى والثانية والحديثة. وأضاف السماري أنه من البدهي أن ترسل الدارة ومبكراً منسوبين منها لتعلم لغة تلك الوثائق حتى نتجاوز مجرد الجمع والحفظ إلى هدف التهيئة والإفادة، مشيراً إلى أنه وبالأمس القريب عاد أحد الموظفين من تركيا حاصلاً على شهادة الماجستير في هذا المجال، كما أن لدى الدارة موظفين لهم معرفة بتلك اللغة وقاموا بدور جيد لخدمة هذا المصدر التاريخي المهم وتقريبه إلى حركة البحث العلمي، فضلاً عن تعاون دارة الملك عبدالعزيز مع عدد من الأكاديميين المتخصصين في هذه اللغة إذا ما لزم الأمر أو تطلب مشروع علمي ما استثمار مثل هذه الوثائق والمخطوطات الأجنبية. وحول المدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها تلك الوثائق لحين نقلها للعربية وكيفية استفادة الباحثين من المعلومات الكبيرة التي تتضمنها قال السماري: إن الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً لضخامة حجم الوثائق العثمانية والمهم – حسب تعبيره - هو أن هناك نشاطاً مستمراً لتحقيق هذا الغرض. أما عن إمكانية استفادة الباحثين والباحثات منها فقال السماري: إن الأمر متاح من خلال قاعدة المعلومات الوثائقية الموجودة بالدارة. وشكر أمين دارة الملك عبدالعزيز وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على تعاون الوزارة مع الدارة في العناية بتلك الوثائق المهمة، وذلك قناعة منه بأهداف الدارة الوطنية والعلمية، مشيداً كذلك بما بذله حينها مدير فرع الوزارة بالمدينةالمنورة الدكتور محمد الأمين الطالب في هذا الشأن.