أشعل متظاهرون في العاصمة الأفغانية كابول النيران أمس في جزء من مجمع سكني يستخدمه متعاقدون أجانب في اليوم الثاني من اشتباكات عنيفة اندلعت بعد إحراق مصاحف في قاعدة لحلف شمال الأطلسي. وقال شاهد إن النيران ألحقت أضرارا بجزء من دار للضيافة في مجمع القرية الخضراء الذي يعيش ويعمل به 1500 شخص أغلبهم من المتعاقدين الأجانب. واستنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي استنكارا شديدا لإقدام جنود في قاعدة باجرام على إحراق نسخ من القرآن الكريم، ووصفت هذا العمل بأنه اعتداء شنيع على الإسلام والمسلمين. ودعا الأمين العام للرابطة عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، الدكتور عبدالله التركي منظمة التعاون الإسلامي وحكومات الدول الإسلامية لبذل المساعي الإسلامية من أجل محاسبة الذين أحرقوا نسخا من القرآن الكريم، ومنع تكرار هذا العمل الشنيع الذي يثير مسلمي العالم، ويثير العداوة بين الشعوب. ودانت حركة طالبان الأفغانية بشدة حادثة تدنيس المصحف الشريف من قبل القوات الأجنبية في أفغانستان، ودعت قوات الأمن الأفغانية والمواطنين إلى رفع راية القتال ضد هذه القوات التي اعتبرت أنها احتلت البلاد واستعبدت العباد. وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان، إنه هذه المرة العاشرة تقريبا والتي تحط فيها القوات الغازية من أقدس قيم المسلمين منذ غزو الأميركيين لأفغانستان. في الأثناء، أصدرت هيئة علماء أفغانستان بيانا نددت فيه بشدة جريمة تدنيس المصحف الشريف على يد الجنود الأميركيين وقال فيه إنه لا يكفي الاعتذار فقط في مثل هذه الجرائم وإنما يجب محاكمة المتورطين فيها ومعاقبتهم عقابا يعتبر به الآخرون. وجاء في بيان المجلس إن الشعب الأفغاني المسلم الغيور على دينه ومقدساته الإسلامية مستعد للتضحية بكل غال وثمين في الدفاع مقدساته وقد ضحى في هذا السبيل ملايين الشهداء والمعاقين إلى جانب تدمير البلد.