كابول - رويترز - دعا الرئيس الافغاني حامد كرزاي اليوم الاربعاء شعبه الى الهدوء بعد ان قال مسؤولون ان ستة أشخاص قتلوا بالرصاص وأصيب عشرات آخرون بجراح في احتجاجات على احراق مصاحف في اكبر قاعدة في افغانستان لحلف شمال الاطلسي. وقالت السفارة الاميركية في العاصمة كابول إنها أغلقت ابوابها على موظفيها بالداخل وإنها منعت تحركاتهم تماما بينما عبر آلاف الافغان عن غضبهم لليوم الثاني في عدة مدن بسبب حرق المصاحف فيما يمثل أزمة علاقات بالنسبة لقوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي تحارب مقاتلي طالبان قبل انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية عام 2014. واعتذرت الحكومة الأميركية والقائد الاميركي لقوات الحلف بعد أن عثر عمال أفغان على مصاحف محروقة بينما كانوا يجمعون القمامة في قاعدة باجرام الجوية التي تبعد عن كابول نحو ساعة بالسيارة. لكن الاعتذار لم يساعد في احتواء الغضب. وانطلق الآلاف إلى الشوارع مرة أخرى مرددين هتافات مناهضة للولايات المتحدة. وحثّ كرزاي قوات الأمن على محاولة حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم. وقال في بيان حاثا الناس على الانتظار لنتائج التحقيقات في عمليات حرق المصاحف "الاحتجاجات من حق الشعب لكني اطلب من ابناء وطني ان يتجنبوا العنف." ويمثل كسب ود الأفغان امرا حيويا لمساعي إنزال الهزيمة بطالبان. كما سببت حوادث مماثلة في الماضي انقسامات شديدة واستياء بين الأفغان تجاه عشرات الآلاف من الجنود الأجانب في أفغانستان. وقتل سبعة عمال أجانب بالأمم المتحدة خلال احتجاجات اشتعلت في أنحاء أفغانستان طوال ثلاثة أيام في نيسان (ابريل) عام 2011 بعد أن أحرق كاهن أميركي مصحفا في فلوريدا. وقال مسؤول أمني أفغاني رفيع نقلا عن تقارير للشرطة ان متعاقدين غربيين يعملون في قاعدة عسكرية أميركية في كابول فتحوا النار على محتجين فأصابوا كثيرين منهم. وقال شاهد عيان يدعى رحيم الله (17 عاما) ان شقيقه غفار (23 عاما) أصيب برصاصة في ساقه اليمنى أطلقها المتعاقدون حين كان يرمي حجارة أثناء الاحتجاج. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية انها أمرت بفتح تحقيق في اطلاق النار. وأضافت الوزارة في بيان وزعته عبر البريد الالكتروني "قتل شخص وأصيب عشرة آخرون نتيجة لاطلاق حراس أجانب الرصاص على محتجين في معسكر فينكس." وفي وقت لاحق ذكر محتجون مصابون في طريق جلال اباد المزدحم على أطراف كابول أن الشرطة الأفغانية هي التي أطلقت عليهم النار. وقال محمد ظاهر رئيس وحدة الجريمة في شرطة كابول إن 21 شخصا منهم 11 شرطيا أصيبوا في العاصمة. ومن بين المصابين قائد شرطة المدينة أيوب سالانجي الذي أصيب من جراء القاء الحجارة. وفي إقليم باروان الذي يضم قاعدة باجرام المترامية الأطراف التي حدثت بها واقعة حرق المصاحف قال مسؤولون اقليميون ووزارة الداخلية ان الشرطة الأفغانية قتلت أربعة بالرصاص وأصابت عشرة آخرين بجراح لدى مهاجمتهم مكاتب حكومية. وقال متحدث باسم حاكم إقليم لوجار إلى الشرق من العاصمة إن الشرطة قتلت بالرصاص محتجا. وتظاهر مئات أمام مكتب الحاكم وكان بعضهم يرمي حجارة. ويقول منتقدون إن القوات الغربية كثيرا ما تعجز عن مراعاة الحساسيات الدينية والثقافية للبلاد. واندلعت مظاهرات شارك فيها نحو الفي شخص مع انتشار انباء حرق المصاحف. وذكرت الشرطة أن أغلب الإصابات حدثت نتيجة تطاير الحجارة والعصي التي يلقيها المحتجون. وهاجم متظاهرون طوابير الشرطة وقواعد عسكرية مجاورة خلال احتجاج على اطراف كابول واحرقوا الإطارات وهشموا نوافذ السيارات والمباني. وردد المحتجون هتافات قالوا فيها "الموت لأمريكا" و"الموت لكرزاي" في إشارة للرئيس حامد كرزاي بينما ارتفعت أعمدة الدخان الأسود لأعلى خلال مظاهرة كبيرة على مشارف العاصمة الأفغانية. وقال أجمل وهو محتج عمره 18 عاما في كابول "عندما يهيننا الأميركيون لهذه الدرجة فسوف ننضم للمسلحين." وأضرم متظاهرون النار في جزء من مجمع سكني تابع لمتعاقدين أجانب وقال شاهد من رويترز إن النيران أتلفت أجزاء من مضيفة في مجمع القرية الخضراء حيث يعيش ويعمل 1500 شخص أغلبهم من المتعاقدين الأجانب. كما امتد الغضب إلى البرلمان الأفغاني حيث هتف عدد من الأعضاء قائلين "الموت لأميركا" داخل المجلس. وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى. وفي جلال اباد في الشرق أحرق بعض المتظاهرين العلم الأميركي وهتفوا أيضا "الموت لأميركا" بينما أحرق آخرون صهاريج شاحنات محملة بالوقود قرب مطار المدينة. وقال شهود عيان إن المتظاهرين هتفوا لزعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر قائلين "يعيش الملا عمر". وقال متحدث باسم الحاكم أن خمسة أشخاص أصيبوا بجراح. وفي مدينة كراتشي أكبر مدن باكستان المجاورة تظاهر زهاء 100 طالب احتجاجا على احراق المصاحف. وقال زعيم المحتجين ويدعى عبد الباسط "يتعين على الحكومة الباكستانية ان تستدعي السفير الاميركي وتطلب اعتذارا. واذا لم يعتذر يجب طرده من البلاد." ونحى محتجون آخرون منحى أكثر تشددا. فقد هتفوا قائلين "لا تسامح مع مدنسي القرآن..يجب قتلهم."