تجددت المظاهرات في العاصمة الأفغانية كابل صباح الاربعاء للتنديد بحرق المصحف الشريف في قاعدة بغرام الأميركية أمس، وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى إصابة عدد منهم. وقال شهود عيان إن أعيرة نارية أطلقت على المتظاهرين الذين اخترقوا صفوف الشرطة، وألقوا الحجارة عليها وحطموا زجاج سيارات في يوم ثان من المظاهرات. وهتف المحتجون "الموت لأميركا" و"الموت لكرزاي" في إشارة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، بينما جرت أيضا مظاهرات منفصلة في مدينة جلال أباد بشرق أفغانستان حيث قطع حوالي ألف طالب محاور الطرقات الرئيسية هناك. وكان أكثر من ألفي أفغاني احتشدوا خارج بوابات قاعدة بغرام الجوية -وهي المركز الرئيسي لقوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة وتقع إلى الشمال مباشرة من العاصمة كابل- بعدما عثر عمال أفغان على بقايا متفحمة لنسخ من القرآن بينما كانوا يجمعون القمامة من القاعدة. وكان البيت الأبيض ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد قدما اعتذارا عن قيام جنود أميركيين بإحراق نسخ من المصحف الشريف بالقاعدة الأميركية، كما ندد الرئيس الأفغاني بالعملية بينما استنكرت حركة طالبان ما قام به الجنود الأميركيون. وقال بانيتا في بيان موجز "إننا نعتذر للشعب الأفغاني ونستنكر مثل هذا السلوك بأشد العبارات الممكنة" مضيفا أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمر بإجراء تحقيق "في هذا الحادث المؤسف للغاية". وجاء بيان بانيتا في محاولة لاحتواء الغضب بسبب الحادث الذي يمثل كارثة علاقات عامة بالنسبة لواشنطن، في الوقت الذي تحاول فيه تهدئة الأوضاع في البلاد قبل انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان عام 2014. وكان الرئيس كرزاي قد أدان الحادث، وقال مكتبه إنه عين وفدا من كبار علماء الدين للتحقيق في كيفية وقوع الحادث. وأدانت أيضا طالبان الأفغانية هذا الحادث بشدة، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان "هذه تقريبا المرة العاشرة التي يحطون فيها من أقدس قيم المسلمين منذ غزو الأميركيين الحيوانات لأفغانستان". من جهتها , قالت السفارة الامريكية في كابول امس انها أغلقت أبوابها على موظفيها بالداخل وانها أوقفت تحركاتهم تماما وسط احتجاجات عنيفة في أنحاء العاصمة بسبب احراق مصاحف في القاعدة الرئيسية لحلف شمال الاطلسي بأفغانستان. وقالت تغريدة لمسؤول من السفارة على موقع تويتر عن الاحتجاجات :السفارة أغلقت على الموظفين وتم وقف كل تحركاتهم. وأرجو ممن هم خارج السفارة الحفاظ على سلامتهم.