وصف رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك الصحافة الرياضية بأنها صحافة تحريضية وتبتعد عن منهج الاعتدال الذي تتسم به الصحافة السعودية عموما. وقال في محاضرة ألقاها أمس ضمن برنامج كرسي الأمير خالد الفيصل لمنهج الاعتدال السعودي. في جامعة الملك عبدالعزيز بعنوان "التجربة الصحفية في بالمملكة على ضوء منهج الاعتدال السعودي": إن الاعتدال منهج إسلامي مصدره القرآن والسنة، غير أن الصحافة الرياضية لم تنسجم مع هذا التوجه وتتجاوز أحيانا منهج الاعتدال وتتسبب بصراعات غير صحية بين المنتسبين أو مشجعي الأندية الرياضية، ولذلك علينا مراجعة أداء هذه الصحافة واستعادة النهج المعتدل الذي تتسم به الصحافة السعودية عموما، مستثنيا صحف الإثارة والمواقع الإلكترونية غير المرخصة التي اعترف بأنها تتمتع بشعبية كبيرة غير أنها تفتقر إلى المصداقية. وتابع المالك: أن الصحافة لن يكون لها دور مؤثر ما لم يتفاعل القارئ معها، وهذا يتطلب توفر الرأي والرأي الآخر، مذكرا أن الاعتدال لا يعني أن يكون الجميع على رأي واحد، وأن اختلاف الآراء في مناخ من الوسطية والاعتدال، يعزز قيم الاعتدال ولا يحد من حرية الكاتب أو الصحفي، بل إن هذه الاختلافات لا تخرجنا من حدود الاعتدال وهو ما يمثل الوجه الصحيح للمجتمع. وأشار المالك إلى أن مفهوم الصحافة كسلطة رابعة يلقي عليها مسؤولية كبيرة في ممارسة الاعتدال فيما تنشره، وبالتقييم الشامل فإن الصحافة السعودية هي صحافة معتدلة، ولا يقلل من ذلك أن يحدث خطأ هنا وخطأ هناك، وما يؤكد ذلك أن الصحافة السعودية غير مؤدلجة وليس لها انتماء إقليمي أو طائفي أو قبلي، وهي تتناول الأحداث بالمفهوم الوطني، وطوال تاريخها لم يثبت ولو مرة واحدة أن صحيفة سعودية نحت منهجا بعيدا عن منهج الاعتدال، وهو ما ساعد على استقطاب القارئ الذي يرى أن صحافته الوطنية في منأى عن التوظيف لغير ما أنشئت له، فالقارئ لا يتسامح مع أي انحياز عن الوسطية.