على الرغم من برودة الأجواء التي تشهدها محافظة رفحاء منذ مطلع هذا الأسبوع، وتدني درجات الحرارة فيها إلى درجتين تحت الصفر، ورغم التحذيرات التي أطلقتها مصلحة الأرصاد وحماية البيئة بأن هناك موجة هوائية باردة ستضرب مناطق المملكة، وخاصة منطقة الحدود الشمالية؛ إلا أن كل ذلك لم يمنع أهالي محافظة رفحاء من الخروج إلى البر، ونصب خيامهم في المواقع الأكثر رواجا واستقبالاً للباحثين عن أجواء التخييم، كنفود لينة، والمعيزيلة جنوب رفحاء. وتحظى المواقع القريبة من محطات الوقود على طريق رفحاء – لينة بتوافد الكثير من العائلات ناصبة خيامها، حتى يتسنى لها قضاء احتياجاتها دون قطع مسافات طويلة تعكر عليها صفو رحلتها البرية، فيما تتخذ بعض العائلات مخيمات قريبة من المحافظة، لا تبعد سوى كيلو مترات قليلة. ويتم التخييم عادة خلال أيام العطلة الأسبوعية، أو لفترات ما بعد أوقات الدوام. وتتميز المخيمات التي تنصب في تلك الأماكن بالتنظيم. ويتكون كل مخيم من مجموعة من الخيام التي تكفي للعائلة، فيما يفضل مجموعة كبيرة من المواطنين استخدام عربات متنقلة مجهزة بكافة ما يحتاجونه من غرف نوم، ومطبخ، ودورات للمياه. وتحظى المخيمات بإقبال كبير، حيث يرى الكثيرون أن أجواء التخييم تنقلهم من زحام المدينة إلى الهدوء والراحة والاستمتاع بإشعال النار والطبخ، والشواء، وممارسة رياضة التطعيس في جو ممتع يسوده الألفة والمرح. يقول صايل الرويان: "لم تمنعنا الأجواء الباردة من استغلال الإجازة في الخروج للبر، ونصب الخيام، فوسائل التدفئة موجودة معنا كمدفأة الجاز، والحطب، والملابس الثقيلة، وفي الصباح نخرج للتنزه خارج الخيام، ونمارس التطعيس في جو جميل، وفي الليل نشعل النار ونجتمع حولها نتسامر حتى آخر الليل". وأضاف أنهم لا يذهبون إلى المدينة إلا نادرا، فجميع احتياجات البر موجودة لديهم بالمخيم، وعندما ينقصهم بعض الحاجيات يذهبون لمحطات الوقود بالقرب من المخيم، حيث يتوفر بها جميع ما يحتاجونه، دون النزول للمدينة.