بعيدا عن ضوضاء المدينة وإزعاجها، وبحثاَ عن الهدوء والسكينة يتجه سكان الأحياء إلى خارج أسوار المدينة بحثا عن نقاوة الهواء وهربا من الصخب، فينصبون خيامهم ويشعلون الحطب وتفوح في البراري رائحة الهيل. جالت «عكاظ» بين المخيمات المنتشرة خارج أسوار المدينةالمنورة، والتقت عددا من جلساء الليل، يقول محمد الصيدلاني «نحن بين مطرقة غلاء الاستراحات وسندان العائلات، فالاستراحات كانت في الماضي كثيرة، وإيجاراتها في متناول اليد، والآن ندرت وزادت أسعارها بسبب منعها من داخل الأحياء السكنية، لذلك كانت الوجهة نحو الصحراء. من جهته ذكر علي الجهني، أنه وأربعة من رفاقه اشتروا خيمة ونصبوها في موقع خارج نطاق العمران، ويضيف الجهني «مع بداية دخول فصل الشتاء جهزنا الخيمة بمستلزماتنا الضرورية فلا خيار لدينا سوى تلك الخيمة فهي اقتصادية من ناحية، ولها رونق خاص رغم بساطتها خاصة في الأجواء الباردة». وعن أسعار الخيام يقول سامي العنزي «هناك اختلاف في أسعار الخيام حسب الخدمات الموجودة، فالخيمة ذات الواسط الواحد مع مستلزماتها يتراوح إيجارها اليومي بين 70 إلى 80 ريالا، بينما الخيمة ذات الواسطين بمستلزماتها يصل سعر الإيجار اليومي لها 140 ريالا». ويؤكد مسلم الردادي صاحب محال لتأجير الخيام، أنه في فصل الشتاء تنتشر ظاهرة «التخييم» يتزايد الطلب على إيجارات الخيام من قبل الشباب، إذ يتم نصب الخيام لهم حسب المواقع التي يرونها مناسبة، ويعتبر هذا الوقت موسما لمحال الخيام وأصحاب محلات التأجير. وعن سبب إقبال الشباب على الخيام في هذا الوقت يقول الردادي: شدة البرد وحب التخييم لدى الشباب ربما هي السبب الرئيس وراء إقبال الشباب بالإضافة إلى أن الاستراحات الخاصة بالشباب أصبحت نادرة.