في الوقت الذي تنفذ فيه حالياً مصلحة المياه شبكات مياه محلاة على سد حلي كياد الواقع في الجهة الغربية من تهامة والقريب من الساحل الغربي، لنقلها إلى محافظتي محايل والمجاردة، عملت المصلحة على تصريف مياه الصرف الصحي لمحايل ورجال ألمع في أودية حلي الممتدة من محافظة رجال ألمع مرورا بمحايل والتي تصب في السد نفسه، محدثة بذلك تلوثا يهدد أكبر تجمع مائي في تهامة. وعبر عدد من الأهالي الساكنين على ضفتي وادي حلي، عن استيائهم من مرور مياه الصرف عبر الوادي. وقالوا إن ذلك يشكل خطراً صحياً عليهم وعلى ثروتهم الحيوانية ومزارعهم التي هي مصدر رزقهم، مطالبين وزارة المياه بإيجاد حلول عاجلة لحل هذه المشكلة. وفي هذا السياق، يقول محمد جابر: أصبحنا مهددين في مقر سكننا وصحتنا ومواشينا ومزارعنا، مشيراً إلى أنه كان يملك أكثر من 300 رأس من الأغنام، وبعد تنفيذ مشروع تفريغ مياه الصرف في الوادي، فقد أكثر من 70 رأسا. فيما بين سالم علي، أنه مع بداية تصريف مياه الصرف في الوادي انبعثت روائح كريهة، منعتهم من الجلوس على ضفة الوادي التي كان يقصدها الكثير من السكان للتنزه، مشيراً إلى أنه تقدم بشكوى لمصلحة المياه، فوعدوه بحل المشكلة. وقال: بعد ذلك اختفت الروائح الكريهة، إلا أننا فقدنا أغنامنا الواحدة تلو الأخرى، فتقدمنا بشكوى أخرى، ووقفت لجنة على الوادي وذهبت دون أن تشعرنا بشيء. بدوره، أوضح إبراهيم المسهري، أن مياه الصرف التي تفرغ في الوادي أفسدت مزرعته التي تقع على ضفة الوادي وهي مصدر رزقه الوحيد، مشيراً إلى أنها كانت تجني له في السنة نحو 50 ألف ريال، مطالبا بإيجاد حلول عاجلة لهذا الوضع الذي قضى على مزارعهم. في المقابل، رفض سكان محافظة محايل مشروع التحلية القادم من سد حلي. وقال أحمد فقيه، وإبراهيم هادي، وعبده علي: إن تفريغ مياه الصرف في وادي حلي يجعلنا نرفض مياه التحلية القادمة من السد، حيث ستختلط بمياه السيول التي تصب في السد، مما يؤدي إلى تلوث المياه التي ستتم تحليتها ومن ثم ضخها مرة أخرى إلى المنازل، مطالبين مديرية المياه بإنقاذ الموقف ووضع حلول عاجلة قبل حدوث كارثة بيئية. من جهته، أوضح مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد آل عائض، أن مخرج مياه الصرف يبعد عن سد حلي قرابة 80 كيلومترا. وقال: لو تركت على وضعها لن تصل إلى السد حتى بعد 20 سنة، إلا أنه أكد أن هناك دراسة لتغيير المسار الحالي لمياه الصرف، التي يتم تفريغها في وادي حلي بمحايل إلى موقع آخر.