يبحث صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير خلال ترؤسه جلسة المجلس المحلي الذي تستضيفه محافظة بيشة اليوم، آليات معالجة الضرر الذي يهدد مياه سد الملك فهد في المحافظة والذي تصب فيه مياه الصرف الصحي، ما يؤدي الى تلوث المياه في هذه القرى. وأوضح ل«عكاظ» سكرتير المجلس المحلي في بيشه شجاع ناصر السبيعي ان مياه الصرف التي تصب في السد تأتي من مدينتي أبها وخميس مشيط. وكان عدد من اهالي قرى وادي بن هشبل (15 كلم جنوبخميس مشيط)، وقرى مركزي بللحمر، بللسمر، وقرى محافظة بيشة، شكوا من مياه الصرف التي تصب في السد ما يشكل خطرا إثر تحول مياه الصرف الصحي التي يتم التخلص منها في مدينتي أبها وخميس مشيط، بعد مرورها في قرى وادي بن هشبل، إلى قرى مركزي بللسمر ، وبللحمر. بكتيريا سامة وأكد المواطنون ان القرى التي كانت تعرف برائحة الازهار وعبق الفاكهة تحولت الى مستنقعات تؤوي الحشرات والبكتيريا السامة بسبب مياه الصرف الصحي التي تخترق أودية القرى دون ان تكون معالجة، ما ادى الى تسربها الى الآبار والحقول، وارتوت الحيوانات من المجاري وماتت ولم يستفد المزارعون شيئا، بل إن لسان حالهم يقول «يا ليتنا من حجنا سالمين». مراجعات كثيرة يقول سعد بن حنش (من ساكني مركز وادي بن هشبل)، لقد مللنا كثرة المراجعات ونحن نطالب بوقف الخطر عن قرانا ومساكننا، مشيرا إلى أن قرى المركز تحولت إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي التي غمرت الأودية ودمرت البيئة ولوثت آبار الري التي ظل السكان يستفيدون منها لسنوات طوال. وأضاف أن المياه الآسنة تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي، وتكاثر الحشرات الضارة في مختلف الأنحاء، مما دفع الكثير من السكان إلى ترك مزارعهم الملوثة والتوجه إلى مناطق أخرى للسكن فيها واستثمار أراضيها زراعيا. واضاف «المسؤولون في الجهات الحكومية وعدونا بتوجيه مياه الصرف المعالجة لقريتنا للاستفادة في الري، ولكن الأمر لم يبعد طويلا عن حاله فسالت المياه الآسنة إلينا وحولت قرانا إلى مستنقع للأوبئة الفتاكة التي ستقضي علينا إن ظل الأمر على ما هو عليه، كما أن قرانا أصبحت من أسوأ القرى فالماء ملوث والمزارع رائحتها كريهة والبساتين مصدر للحشرات والبكتيريا، وأكثر المستفيدين هي الحشرات التي تتغذى على المجاري من مياه الصرف الصحي في أوديتنا الملوثة». خضروات ملوثة ومن جانبه، قال سعود الشهراني إن كثيرا من العمالة استأجرت بعض المزارع في الوادي وعملت على زراعة الخضار والفواكه واستغلوا ماء الصرف لريها، ومن ثم بيعها في الأسواق الشعبية، المساجد، والطرقات. وفي بيشة وقراها، يصرخ المواطنون هناك خشية إصابتهم بالأوبئة الفتاكة جراء مياه الصرف الصحي من خميس مشيط والتي تصب في نهايتها في سد الملك فهد في بيشة. وأكد عدد من ساكني قرية واعر (40 كلم جنوببيشة) أن هناك توجيهات عديدة بمعالجة الأمر، «لكن الخطر لا يزال يتربص بنا»، مطالبين بوضع حلول عاجلة لتلك المأساة التي قضت على الماشية، وقتلت الأشجار، ونخشى من خطرها علينا.