نزاعات الأندية الأدبية لا تنتهي، وتحولت هذه المرة من جدل الانتخابات إلى خلاف حول أحقية المجالس السابقة لمكافأة "شهر تصريف الأعمال"، الذي سبق تسلم المجالس المنتخبة حديثا لمهامها. وبدا الخلاف حول هذه المكافأة أكثر حدة في النادي الأدبي بجازان، الأمر الذي دفع عضو الجمعية العمومية أحمد السيد عطيف للقول "لا يسرنا أن تكون فاتحة الأعمال خلافا على المال". وتعود تفاصيل القضية إلى الفترة التي تلت انتخابات مجلس الإدارة الحالي التي أجريت في أواخر شوال الماضي، عندما استمر المجلس القديم في تصريف شؤون النادي طيلة ذي القعدة من العام الماضي إلى أن تسلم المجلس الجديد مهامه رسميا. وقال نائب رئيس مجلس إدارة النادي السابق محمد النعمي "بعد انتهاء عقد الجمعية العمومية وانتخاب المجلس الجديد لم نبلغ بانتهاء فترة عملنا وظل المجلس يمارس مهامه بما فيها إنهاء الأمور المتعلقة بالنواحي المالية"، مطالبا بصرف مستحقاتهم. إلا أن الناطق الإعلامي للمجلس الحالي علي زعلة لا يرى أن ل"السابقين" حقا في المكافآت باعتبار أن اجتماعاتهم خلال ذلك الشهر "غير نظامية". ------------------------------------------------------------------------ عبر عدد من المثقفين في منطقة جازان عن استيائهم من النزاع الدائر بين مجلس إدارة أدبي جازان الحالي والسابق حول مكافآت مالية يؤكد المجلس القديم أحقيته بها ويرفض المجلس الحالي صرفها. وتعود تفاصيل القضية إلى الفترة التي تلت انتخابات مجلس الإدارة الحالي التي أجريت في 28/10/1432 عندما استمر المجلس القديم في تصريف شؤون النادي وممارسة أعماله طيلة ذي القعدة من العام الماضي في الوقت الذي لم يتسلم فيه المجلس الجديد النادي إلا بتاريخ 24/11/1432 بعد أن وقع وزير الثقافة والإعلام قرار اعتمادهم بتاريخ 19/11/1432. وكان رئيس مجلس الإدارة السابق أحمد الحربي قد وعد "الوطن" بالتحدث عن القضية نهاية الأسبوع الماضي؛ لإمهال إدارة الأندية الأدبية فرصة لإنهاء النزاع رسمياً لكنه عاد وطلب من "الوطن" منحه بعض الوقت للرد. من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة النادي السابق محمد النعمي: بعد انتهاء عقد الجمعية العمومية وانتخاب المجلس الجديد لم نبلغ بانتهاء فترة عملنا في المجلس وظل المجلس يمارس مهامه بما فيها إنهاء الأمور المتعلقة بالنواحي المالية من مكافآت ومستحقات مالية مختلفة، حيث عقدت جلستان نظاميتان حسب المتبع واتخذ المجلس فيها عدة قرارات. وأضاف: حسب معلوماتي فعند تسليم النادي تم تثبيت العديد من الأمور في المحضر، منها إعادة صرف 52 شيكاً بما فيها شيكات مكافآت مجلس الإدارة القديم التي لم يتحفظ عليها المجلس الجديد، حيث علمت أن المجلس الجديد أقر القرارات وصرف كل الشيكات المتفق عليها في المحضر إلا شيكات مجلس الإدارة القديم. أما عضو مجلس الإدارة السابق عمر طاهر زيلع فأوضح أن الموضوع لا يستحق الجدل لاسيما أن وزارة الثقافة والإعلام قد بعثت مندوبين أشرفوا على توقيع المحاضر، مضيفاً كان من المفترض أن يبلغ المجلس الجديد بالمباشرة بناء على موافقة الوزير، لكن ما حصل هو استمرار المجلس القديم في أداء مهامه حتى ذي القعدة، ومن الجانب الآخر لم يحضر أحد من المجلس الجديد. وأكد على أن القضية تتوزع تبعاتها بين المجلسين وإدارة الأندية الأدبية؛ لعدم إشعارها المجلس الجديد بالمباشرة، مشيراً إلى أنه لا يُعترف حتى على مستوى وظائف الدولة إلا بتاريخ المباشرة الفعلية، وأن رفض المجلس الجديد لصرف المكافآت كان مُحرّضا على التصعيد. من جانبه، عبر عضو الجمعية العمومية بأدبي جازان أحمد السيد عطيف عن عدم رضاه واستيائه من القضية بقوله: لا يسرنا أن تكون فاتحة الأعمال خلافا على المال، فالواقع أن الشأن المالي كان مثار لغط طوال الإدارة السابقة ومستهل الحالية، فهم يختلفون على أيّ المجلسين أولى بمكافأة جلسات ورواتب ذي القعدة، فالمجلس الأول عقد جلستين بعد الانتخابات ويرى أنه يستحق أجرهما، والمجلس الحالي فاز في بداية ذي القعدة ويرى أنه أحق بالمكافأة. وأردف: نظريا كلاهما ينطلق من وجهة نظر معقولة، أما عملياً فالمجلس السابق عقد فعلا جلستين، مقترحا أن تصرف للمجلس القديم مكافأة الجلستين لا رواتب ذلك الشهر، ويودع بقية المبلغ في خزينة النادي، وأن يصرف المجلس الحالي لنفسه مكافآت من بداية تسلمه النادي وعقد أول اجتماعاته، ملمحاً في نهاية حديثه إلى إمكانية تدخل الجمعية العمومية لفض النزاع. وقال عضو الجمعية العمومية موسى عقيل: حين يستمر المجلس السابق في عمله فهذا يعني استمرار صلاحياته الإدارية والمالية، وكان بإمكانه أن يصرف مكافآته كالعادة دون الرجوع للمجلس الجديد الذي لم يتسلم مهامه إلا في نهاية ذي القعدة، وفي رأيي أن لب وجوهر المشكلة يكمن في عدم إشعار الوزارة المجلس السابق بموعد تسليم المهام للمجلس الجديد إلا بعد شهر من الانتخابات. مجلس إدارة النادي الحالي وعلى لسان الناطق الإعلامي للمجلس علي زعلة خص "الوطن" بتصريح حول ما أثاره رئيس مجلس الإدارة المنتهي أحمد الحربي، وما يردده من أن مجلس إدارة نادي جازان الأدبي الجديد والمنتخب للأربع سنوات المقبلة لم تصرف له مكافآت ذي القعدة لعام 1432 موضحا أن الانتخابات في نادي جازان الأدبي قد عقدت بتاريخ 28/10/1432، وبحسب النظام فإن اجتماع جمعية عمومية لعقد انتخابات لتشكيل مجلس جديد يترتب عليه حل المجلس السابق، وتصبح اجتماعاته بناء على هذا غير نظامية لأنه لم يعد هناك مجلس أصلاً. وبين أن الشيكات هي مثار الجدل، فرئيس النادي السابق يصر على أن من حقه أن يصرف مكافأة ذي القعدة بينما ينص قرار الوزير على أنه اعتمد مجلسا جديدا في الخامس من الشهر ذاته. وقال: ناقش مجلس الإدارة الحالي هذا الموضوع وأقر أن المجلس السابق لا يستحق أي مكافأة بعد اعتماد مجلس جديد، وهي مسألة نظامية بحتة لا يمكن أن تمسّ بأي حال من الأحوال محبتنا وتقديرنا لزملائنا في المجلس السابق.