لم ينكر المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير جلوي بن محمد آل كركمان أن المباني المدرسية المستأجرة ورغم تضاؤلها ما زالت تسبب قلقا للإدارة، على اعتبار أنها من أبرز معوقات الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية. وأوضح آل كركمان في حديث ل "الوطن" أن إدارته لن تجامل ملاك المدارس الأهلية على حساب سلامة الطلاب والطالبات وجودة المخرج، وسيتم إغلاق المدارس المخالفة على الفور، في حين أن الجودة بتلك المدارس مطلب رئيس لا يمكن التغاضي عنه، مؤكدا أنه يتعين على أصحاب المدارس الأهلية، تفهم المرحلة الحالية حيال توطين وظائفها، ورفع رواتب منسوبيها من المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات، وفيما يلي نص الحوار: شهدت بعض مدارس المنطقة، وخصوصا مدارس البنات خلال الفترة الأخيرة حالات إخلاء نتيجة وجود بعض الأعطال أوالتماسات الكهربائية، ما هي الاحتياطات المتبعة لمواجهة مثل هذه الحالات؟ سلامة الطلاب والطالبات مقدمة على كافة الاعتبارات، وعملت الإدارة على تشكيل فرق عمل بالتعاون مع الدفاع المدني لرصد أوضاع المباني المدرسية بدقة، وتم على إثر ذلك إخلاء خمس منها بشكل عاجل، فيما شرعت فرق الصيانة في إزالة جميع السواتر الحديدية من نوافذ بعض مدارس البنين والبنات، واستبدالها بأخرى متحركة يمكن التحكم فيها، فضلا عن البدء في سرعة التخلص من بعض الأعمال الفنية والتراثية التي قد تتسبب في نشوب الحرائق، إضافة إلى إعداد برامج تدريبية تعنى بتدريب منسوبي المدارس للتعامل مع وسائل السلامة، وكيفية تنفيذ خطط الإخلاء والإنقاذ، وتزويد جميع المدارس بطفايات حريق حديثة، وأوعية للرمل. عملت الإدارة على تحويل مبنى المدرسة النموذجية في أبها إلى مبنى متقدم خلال فترة وجيزة.. فهل يمكن تكرار التجربة على بقية المدارس؟ وما هي جوانب التطوير؟ بكل تأكيد.. فالنموذجية هي الانطلاقة لمشروع طموح في هذا الخصوص، إذ بدأت الإدارة في تحويل 50 مبنى مدرسيا إلى مبان نموذجية، وذلك في إطار مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبما يحقق تفعيل دور المدرسة لجذب الطلاب والطالبات، وتهيئة بيئة تربوية مناسبة لهم، إذ تمت إعادة تأهيل ستة مبان مدرسية العام المنصرم، وحظيت بزيارة وزير التربية والتعليم ونوابه وعدد من المسؤولين بالوزارة، في حين أن التطوير في المرحلة الأولى شمل مجمع مدارس يعرى للبنات، ومبنى المدرسة النموذجية الابتدائية والمدرسة المتوسطة والثانوية بأبها، ومدرسة الفيصل الثانوية، ومدرسة ثانوية الصديق بخميس مشيط، ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم بأبها. وفيما يخص جوانب التطوير فشملت تحويل المبنى المدرسي من غرف دراسية مغلقة تقليدية إلى قاعات مفتوحة مجهزة بأحدث التجهيزات الإلكترونية، ومدعومة باتصال الإنترنت لمساعدة الطلاب على البحث عن المعلومة بطريقة علمية تدعم المقرر الدراسي، وجهزت معامل متخصصة جلب لها البنشات المعملية والمختبرية لتمكن الطالب والطالبة من البحث والتجريب والتطبيق والحصول على النتائج العلمية والمشاهدات العلمية التي تضمن القدرة على البحث المتطور والدافعية للتعلم الذاتي والتواصل العالمي عبر الإنترنت، وتمكين الطلاب والطالبات من الاطلاع على التجارب المطورة والمحدثة تمشيا مع المقررات الحديثة، في حين زودت المباني بمكتبات إلكترونية متطورة تسهل عملية البحث السريع وتساعد الناشئة على إعداد البحوث من مراجعها الحقيقية والموثقة علميا، إضافة إلى زراعة الملاعب الرياضية وتخصيص مضامير للمشي وأجهزة الجمباز وألعاب القوى والألعاب الإلكترونية التي تساهم في عامل الجذب والانتماء للمدرسة، كما خصص بالمباني المدرسية حدائق للراحة وتزويد المدارس بمطاعم متطورة صممت لتكون منافسة للمطاعم الراقية، طبق فيها شروط الأغذية الساخنة الطازجة، وأضيف للمدارس غرف للطوارىء الطبية مجهزة بالإسعافات الأولية. أقرت وزارة التربية والتعليم مشروعا جديدا لتفعيل أندية الأحياء.. ماذا أعدت إدارتكم في هذا الخصوص؟ شكلت الإدارة فرق عمل من تعليم البنين والبنات، لإحداث المراكز مطلع الفصل الدراسي الثاني، وتم رصد 200 ألف ريال كميزانية تشغيلية لكل ناد، إضافة إلى مبالغ تحفيزية للعاملين بها، في حين أن فكرتها تتضمن تحويل المدرسة إلى ناد متكامل خلال الفترة المسائية، وبما يعمل على استثمار أوقات الطلاب والطالبات في كل نافع ومفيد، إضافة إلى إمكانية توظيف إمكانات المدرسة لخدمة الحي. يعاني بعض طلاب وطالبات المنطقة من ظروف أسرية ومادية صعبة، هل هناك برامج لدعم هذه الفئة، وبما يضمن استمرار تعليمهم؟ دور المدرسة رعاية الطالب والطالبة من جميع النواحي التربوية والتعليمية والصحية والاجتماعية، ولذلك عملت الإدارة على حصر هذه الفئة من خلال استمارات تم إعدادها لهذا الخصوص، ويجري حاليا التواصل مع الوزارة لدعمهم بمبالغ مالية من خلال المؤسسة الخيرية لدعم الطلاب والطالبات المحتاجين "تكافل "، وبما يعمل على دعم أرباب الأسر في تلبية متطلبات أبنائهم. يعد التدريب محورا هاما في تطوير العملية التعليمية والتربوية.. ماذا عن الجديد في هذا الجانب؟ تنفذ إدارة التدريب التربوي عشرات البرامج التدريبية التي يتم تحديدها وفقا لاحتياج المستهدفين منها، ويتم تنفيذها بمراكز التدريب في أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة وبللسمر، وأحيانا بتعاون مع بعض الجهات التدريبية من القطاع الخاص، فضلا عن إيفاد موظفي الإدارة والمشرفين التربويين ومديري المدارس ومرشدي الطلاب ومحضري المختبرات إلى معهد الإدارة العامة، وبعض الجامعات السعودية لتلقي البرامج التدريبية اللازمة، في حين أنه يتم توظيف التقنية الحديثة لعملية التسجيل في البرامج التدريبية من قبل المعلمين ومديري المدارس، وستعمل الإدارة خلال الفصل الدراسي الثاني على تدريب معلم واحد من كل مدرسة في مجال التدريس الفعال، ليتولى لاحقا تدريب زملائه في مدرسته. في ظل الانفتاح الإعلامي الذي يشهده الجميع .. كيف تتواصل الإدارة مع وسائل الإعلام المختلفة؟ تتعامل بشفافية تامة مع وسائل الإعلام وليس لديها ما تخفيه، وتتقبل الآراء البناءة التي تسهم في تطوير العمل ورفع كفاءة منتسبي الإدارة، ودائما ما تعمل على التزود بتغذية راجعة مما ترصده الصحافة لتصحيح بعض الملحوظات، وهذا أمر طبيعي. قبل أيام أعلن عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة، ما تطلعاتكم من عوائد ما تم رصده لتطوير التعليم في المنطقة؟ قطاع التعليم يحظى بنصيب الأسد من ميزانيات الخير والنماء، وأجزم أن التعليم في عسير شأنه شأن بقية المناطق سيشهد نقلات نوعية في كافة محاور وعناصر العملية التربوية والتعليمية، وسنعمل على تسريع حوكمة المباني المدرسية، وتوفير بيئة تربوية مناسبة للطلاب والطالبات، وسيتم التركيز خلال الفترة المقبلة على تدريب المعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين، ورعاية الطلاب من جميع النواحي، ودعم خطط وبرامج النشاط الطلابي، وتنفيذ الخطط التشغيلية الخاصة بأقسام وشعب الإدارة، وتزويد مدارس المنطقة بآليات وتجهيزات حديثة تسهم في دعم العملية التربوية، وتساعد المدرسة على تحقيق أهدافها.