أدى الصعود القوي للتيارات الإسلامية على الساحة السياسية في مصر إلى تزايد الشائعات حول اعتزال بعض الفنانين، بذريعة التخوف من تحجيم دور الفن في الفترة المقبلة، مما قد يؤثر على أعمالهم الفنية أو التدخل في طبيعتها. وبالرغم من تزايد هذه الشائعات على نحو كبير خلال الأيام الماضية، والتي طالت عدداً كبيراً من نجوم الفن، إلا أن معظم من طالتهم تلك الشائعات نفوا في تصريحات إلى"الوطن"، صحة هذه الأنباء، مؤكدين في الوقت نفسه مضيهم قدماً في مشاريعهم الفنية بلا توقف. وقلل عدد من النجوم من المخاوف بشأن وصول الإسلاميين للحكم، مشيرين إلى أن "تلك المخاوف مبالغ فيها للغاية، وأن الخائفين من صعود الإسلاميين هم من يقدمون أعمالاً فنية مبتذلة". ونفى الفنان محمد فؤاد بشدة الشائعات التي ترددت مؤخراً بشأن اعتزاله الفن خوفاً من صعود الإسلاميين، مشيراً إلى أنه لن يعتزل، بل وسيطرح ألبومه الجديد الصيف المقبل. وقال فؤاد، في تصريح ل"الوطن"، "أقرأ حاليا 3 سيناريوهات لمسلسل وفيلمين سينمائيين، الفن رسالة يقوم بها الفنان والمطرب مثل أي مسؤول، واستبعد أن يتأثر الفن بوصول الإسلاميين إلى الحكم"، مشيراً إلى أن "الفن ثقافة مصرية ولا يستطيع أحد أن يوقف مسيرتها، لأنها العمود الفقري لحياة كل مصري". وتعجب الفنان هاني رمزي من تصريحات نسبت له، بأنه سيهاجر في حال وصول الإسلاميين إلى الحكم، قائلاً ل"الوطن"، "لا أخشى على الفن من فوز الإخوان المسلمين والسلفيين في الانتخابات البرلمانية، وتشكيلهم للحكومة المصرية المقبلة، ما دام سيحدث هذا الأمر بشكل ديموقراطي". واعتبر أن الفن تراث مصري أصيل لن يمحى على مدار الزمن بأكمله، لأنه جزء من المواطن المصري، ونفى بشدة شائعة استعداده لمغادرة مصر قائلا،"أنا بحب البلد دي، لأنها في دمي". ولم تفلت الفنانة إيناس مكي من تلك الشائعات، مؤكدة أنها لن تترك مصر مهما حدث، وقالت "سواء فاز الإخوان أو السلفيون فلن أغادر وأبعد عنها"، واعتبرت أن وجودها في مصر لا يرتبط بفوز أو خسارة حزب سياسي، أو تيار ديني، أو غيره. ورغم أن الفنان هاني سلامة أكد رفضه التام لوصول التيار الديني إلى حكم مصر، إلا أنه قال "لن أهاجر من مصر حتى في حال وصولهم وقيامهم بمنع الفن، وإنما سأبحث عن عمل آخر أجيده وأعيش من خلاله". من جانبها قالت الفنانة علا غانم، " لن أتنازل عن حريتي، ولن يجبرني أحد على ترك بلدي"، ولفتت إلى أن نجاح الإخوان في الانتخابات لن يُخيفها بالمرة. إلى ذلك دعا الفنان خالد صالح كل المصريين باختلاف انتماءاتهم الحزبية، إلى عدم الانقسام، وقبول نتيجة الانتخابات مهما كانت، واحترام الديموقراطية التي تحققت من خلال انتخابات حرة ونزيهة، معتبرا أن الحزب الذي سيفوز بالانتخابات لن يستطيع أن يفعل أي شيء يغضب الشعب أو ضد مصلحته، لأن المصريين لن يصمتوا بعد ثورة 25 يناير، ولن يرضوا بالظلم ثانية. وأكد الفنان أحمد عيد أن الخائفين هم فقط من يقدمون أعمالا مبتذلة ليس لها علاقة بالفن، ولا تحمل أي رسالة هادفة. من جهتها، قالت إيناس الدغيدي، التي ارتبط اسمها في مصر بإخراج أفلام الإثارة، إنها بصدد اتخاذ قرار بترك مصر والإقامة في الخارج، ليتسنى لها مواصلة إنجاز أعمالها الفنية، حيث تخشى من وصول الإخوان المسلمين أو السلفيين إلى سدة الحكم في مصر. وأكدت الدغيدي أنها تعرف رأي الجماعات الإسلامية مسبقا فيما تقدمه من أعمال سينمائية، وأضافت "الإخوان سبق لهم وطالبوا بإقامة الحد عليّ، وأهدروا دمي بسبب أفكاري المتحررة".