كلفت الشؤون الاجتماعية جمعية "حماية" بمتابعة حالة "معنفة المفك" التي ترقد حاليا بمستشفى الملك فهد بجدة، وإعداد دراسة مفصلة عن حالتها، وأسباب تعنيفها، وتكليف محام بالترافع عنها أمام القضاء، وصرف مرتب شهري لمساعدتها على العيش، وتأمين منزل خاص بها بناء على رغبتها عدم دخول دار الحماية الاجتماعية. أكد ذلك مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي أمس، وأضاف أنهم خاطبوا الجهات المعنية مطالبين بسرعة القبض على المتهم بتعنيف السيدة وهو "زوجها"، والتحقيق معه في واقعة الاعتداء. وكانت السيدة تعرضت لعنف أسري قبل أيام من قبل زوجها الذي سدد لها عشرات الطعنات بمفك حديدي في أجزاء مختلفة من جسدها، ونجت من الموت. وتفاعلت جهات قانونية وحقوقية مع قضية المرأة المعنفة، وقال المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجدة الدكتور حسين الشريف إن "الجمعية كلفت فريقا نسائيا ضم في عضويته الباحثة القانونية نورة التويم، والاختصاصية الاجتماعية ليلى حلواني، بالوقوف على وضع المواطنة، وإعداد تقرير عن حالتها النفسية، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات حيال الواقعة. من جهته، أكد مشرف هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة إبراهيم النحياني ل"الوطن"، أن الهيئة تواصلت مع شرطة جدة لمعرفة ما توصلت إليه في سبيل إلقاء القبض على الزوج المعتدي، مؤكدا أن مدير مركز شرطة النزهة بجدة أكد أن البحث ما زال جاريا للقبض عليه، تمهيدا لإحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام. "الوطن" زارت المواطنة المعنفة التي تبلغ من العمر 35 عاما وتقيم تحت حراسة مشددة في قسم العناية المركزة بالمستشفى، وجه بها مدير المستشفى الدكتور سالم باسلامة، بإشراف قسم الخدمة الاجتماعية، ورعاية الاختصاصية هناء الحربي، إلا أنها لم تستطع الحديث بسبب آلام الجراح التي طالت معظم أجزاء جسمها، مكتفية بدموعها. شقيقة المعنفة التي لازمتها منذ دخولها إلى المستشفى أول أمس، قالت إن أختها أم لطفلتين، وحامل في الشهور الأولى، وانتقلت قبل شهرين من إحدى محافظات منطقة عسير للعيش في جدة، وإن أول خروج لها من منزلها كان إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى الملك فهد، بعد تعرضها لضربات قاسية بآلة حادة وجهها لها زوجها ووالد بناتها الذي ظل يضربها طيلة 5 ساعات متواصلة، حسب ادعائها. وروت ل"الوطن" قصة تعنيف شقيقتها، مؤكدة أن هذه الواقعة هي امتداد لمسلسل عنف مستمر كانت تتعرض له شقيقتها باستمرار على يد زوجها، وقالت إن مأساتها بدأت منذ العام الأول لزواجها، وطلقها زوجها مرتين، وعادت إليه خوفا من نظرة المجتمع لها كمطلقة، وأملا في البقاء مع بنتيها التي لا تستطيع أن تفارقهما. وأشارت إلى أن شقيقتها تعيش حالة دائمة من الرعب، لتعرضها للضرب باستمرار من قبل زوجها أمام طفلتيها. وحول تفاصيل الواقعة، أكدت أنها تلقت اتصالا من جيران شقيقتها المعنفة، وأسرعت لمنزلها لتجدها خارج المنزل، وفي حالة إغماء تامة، ونقلتها إلى المستشفى. من جهتها، قالت مشرفة القسم النسائي للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الدكتورة فتحية القرشي إن المرأة لا تزال مهددة، وإن ذلك يعود للتهاون في اتخاذ إجراءات رادعة بحق مثل هؤلاء المعنفين، مشيرة إلى أن تكرار العنف، وعودة الضحية للجلاد واقع أصبح ملموسا، بسبب منع المرأة من حضانة أطفالها. من جانبه، أكد المشرف على حالة السيدة استشاري الجراحة بمستشفى الملك فهد الدكتور فهد كركشان أن "المعنفة أدخلت إلى قسم العناية المركزة منذ يومين، وتعاني من عدة جروح، وتقطعات في الجسد، وكدمات في العين والوجه، ومناطق مختلفة من الجسم، نتيجة تعرضها للضرب بآلة حادة، وأظهر التحليل أنها حامل في الشهور الأولى، وتمت معالجتها. وأضاف أنه تم تنويمها بالمستشفى لحين اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وتم تشكيل فريق نفسي لعلاجها من الصدمة الناتجة عن الحادثة.