استيقظت العاصمة أمس على أجواء صحو سطعت فيها الشمس بعد توقف تام للأمطار قبل منتصف ليل الأربعاء حيث لم يتبق للأمطار الغزيرة أثر يذكر سوى وجود بعض البحيرات الصغيرة والمستنقعات في بعض المواقع المنخفضة. وساهمت الأجواء الربيعية التي تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع في خروج الكثير من الأسر والشباب أمس للمتنزهات البرية كالثمامة وروضة خريم والتنهات وغيرها من الأودية والشعاب التي يحرص هواة البر على ارتيادها في مثل هذه الأجواء التي تعقب هطول الأمطار. وانتعش سوق المخيمات المنصوبة فوق الرمال المرتفعة، حيث يتم تأجيرها بمبالغ تبدأ من 600 ريال وتتجاوز 1500 ريال لليوم حسب مساحتها ونوع الخدمات المقدمة فيها، كما انتعش نشاط مؤجري الدراجات النارية " الدبابات" وقفزت أسعار تأجيرها إلى 100 ريال للساعة الواحدة بعد أن كانت تؤجر بنصف هذا المبلغ في الأيام العادية. وخلال زيارة "الوطن" عصرا لمتنزه الثمامة الشبابي رصدنا اكتظاظه بالمتنزهين وسط ازدحام الطرق المؤدية للمتنزه بسيارات الشباب الذين تنوعت طرق تنزههم بين ممارسة هواية "التطعيس" بسياراتهم فوق الرمال وبين من اكتفوا بإيقاد النار والجلوس لمشاهدة العروض فوق الرمال، في حين كان للدراجات النارية "الدبابات" نصيب كبير من اللهو بها. في حين حرص بعض أرباب الأسر على اصطحاب عائلاتهم والجلوس في الجانب المقابل لساحة التطعيس ومشاهدة تلك العروض مصطحبين حزما من الحطب للتدفئة وشبة النار وتناول الوجبات الخفيفة والمشروبات الساخنة التي أحضروها من منازلهم. فيما كانت هناك سيارات محملة بأدوات "النزه البرية" تتجاوز المتنزه متجهة شمالا صوب المتنزهات الطبيعية كروضة خريم استغل أصحابها إجازة اليوم وغد للاستمتاع بأجواء ما بعد الأمطار. وفي الطريق المؤدي لمتنزه الثمامة البري شمال شرق العاصمة بدا المشهد ترفيهيا بامتياز، حيث الشباب الممتطون سيارات ذات دفع رباعي تتحمل زحف الرمال، بينما سيارات أخرى تجر صناديق محملة بالدراجات النارية تتجه صوب المناطق ذات الكثافة الرملية العالية، وسط انتعاش تجاري لمحطات الوقود والأسواق الواقعة على الطريق المؤدي للمتنزه. أما داخل ساحة المتنزه وجنباته فبدا مشهد الازدحام بشريا ومروريا وسط أنين السيارات والدراجات التي تتسلق الرمال، وسط تواجد أمني ومروري لتنظيم الحركة المرورية ومباشرة الحالات التي تحتاج المساعدة. وقال الشاب نواف الشهري الذي كان متوجدا هناك، إن متنزه الثمامة له طابع خاص بعد هطول الأمطار، حيث تتماسك الرمال وتنخفض إثارة الغبار الذي تحتويه وبالتالي تكون مناسبة لممارسة التطعيس بالسيارات والدراجات النارية، كما أن الأجواء التي تعقب هطول الأمطار تكون ربيعية وتشرق فيها الشمس مما يجعله جو "طلعة" تشب فيه النار ويمارس فيه الشباب هواياتهم بعيدا عن ضجيج المدينة. وأشار مسؤول عن تأجير مخيمات في متنزه الثمامة يدعي أرشاد اسيان "باكستاني"، إلى أن هناك مئات المخيمات التي تنتشر على طول خمسة كيلو مترات شمال متنزه الثمامة، الكثير منها وجد إقبالا كبيرا من الأسر والشباب الذين أنعشوا نشاط تأجيرها، حيث تبدأ من 600 ريال لليوم الواحد في المخيمات الصغيرة التي تؤجر عادة للشباب ويصل السعر إلى 1500 في المخيمات ذات المساحات الكبيرة التي تحتوي على حواجز دائرية حول المخيم لضمان الخصوصية للعائلات، حيث يحيط كل حاجز بأربع خيام منصوبة على مساحة كبيرة تتيح للأسر اللهو واللعب في جو طلق، وبسؤاله عن مكونات هذه المخيمات أجاب بأنها مجهزة بمطابخ ومواقد لشبة النار ومستلزمات الطبخ ودورات مياه وتلفزيونات كبيرة تستقطب القنوات الفضائية، إضافة لتجهيزات تراثية كالفرش والملبوسات تعطي المتنزهين شعورا بتغيير جو المدينة إلى أجواء برية. وأشار أحد المؤجرين للدراجات النارية يدعى علي صبيح إلى زيادة الإقبال على اللهو بالدراجات النارية من قبل الشباب والأطفال، حيث يؤجر النوع الكبير ب100 ريال للساعة الواحدة والصغير ب70 ريالا، لافتا إلى أن الأسعار تنخفض قليلا في الأيام العادية التي لا تشهد إقبالا كبيرا من قبل المتنزهين.