استغل العديد من المواطنين موسم نهاية الشتاء الذي شهد هطول أمطار غزيرة على العاصمة الرياض؛ حيث استقلوا مركباتهم ظهر أمس حاملين أمتعتهم ومستلزمات الرحلات نحو منطقة الثمامة الصحراوية (شمال شرقي مدينة الرياض)؛ الأمر الذي تسبب في شل حركة السير على الدائري الشمالي والدائري الشرقي وتوقف الحركة لساعات طويلة؛ نظرا إلى خروج الناس للتنزه في وقت واحد، ولم يكتف المواطنون بحمل المستلزمات الخفيفة الخاصة بالرحلات بل حملوا معهم الخيام لنصبها في أماكن عدة من صحراء الثمامة للتمتع بالأجواء الربيعية والهرب من الرياض. وبدا واضحا خلال جولة لشمس” في منطقة الثمامة أمس أن مئات من السكان كانوا فقط في انتظار هطول أي كمية من الأمطار ولو بعدة قطرات لتكون سببا لخروجهم من منازلهم. وازدحمت المواقع البرية القريبة من المناطق السكنية؛ فمنذ الساعة الثامنة صباحا وسماء العاصمة تنبئ بيوم ممطر جميل، وتأكد الأمر عقب الظهر حيث توافدت الأسر والعوائل بأعداد كبيرة، وامتلأت الطرقات بالسيارات التي تحمل معها الخيام والجلسات والمستلزمات الخاصة بالرحلات البرية، وينتظر أن تشهد عطلة نهاية الأسبوع المقبل بدءا من اليوم كثافة كبرى في أعداد المتنزهين في منطقة الثمامة، خصوصا إن ظلت حالة الطقس على ما هي عليه. وقد التقت “شمس” بعدد من المتنزهين كان منهم بدر العصيمي الذي أكد أن رحلات البر عادت إلى مقدمة خيارات سكان مدينة الرياض، وأضاف بقوله: “عادت الأجواء الجميلة التي افتقدناها لعدة أشهر، وها هي الطرقات تزدحم بالمتنزهين للتنزه والانفكاك من الروتين اليومي؛ فمع هطول هذه الكميات الكبرى من الأمطار على صحارى الثمامة وما جاورها شمال شرقي الرياض لن نجد خيارا سوى الخروج من هذا الروتين الممل والتوجه إلى ملجئنا الوحيد، وهو الثمامة لقضاء أجمل الأوقات تحت قطرات المطر الجميلة، لقد وجد سكان الرياض في النزهات البرية ملاذا لتغيير النمط المستمر منذ عدة أشهر للتمتع بالوجه الحسن للطبيعة القاسية في معظم أجزاء العام. وفي الثمامة كان الجميع يتمتعون بالأجواء الممطرة على طريقتهم الخاصة؛ فمنهم من قضى يومه بالتجول عبر الدراجات البرية لممارسة هواية التطعيس، فيما فضلت الأسر إشعال النار والجلوس حولها في منظر حميمي قلما يتكرر في الرياض”. وقال فهد سلمان: “يتجه العديد من الشباب والعوائل كذلك إلى منطقة الثمامة؛ لأنه لا مكان للتنزه في الرياض سوى الثمامة التي تعتبر بحد ذاتها غير مناسبة للنزهات في غير أوقات المطر التي نشهدها هذه الأيام؛ فالثمامة تختلف عن بقية المتنزهات لعدم الفصل فيها بين العوائل والشباب؛ الأمر الذي يجعل المتنزهين يجدون راحة وحرية أكبر في التواصل مع الطبيعة دون منغصات أو تخصيص أماكن محددة”، ويضيف بقوله: “وفي ظل هذه الأجواء الممتعة رغبت أنا ومجموعة من أصدقائي في قضاء عدد من الأيام في أحد مخيمات الثمامة، فذهبت مساء أمس الأول إلى الثمامة عند الساعة الواحدة، وذلك بعد أن تفاءلنا كثيرا بهطول الأمطار التي تساعدنا كثيرا على التمتع بالتخييم لعدة أيام فذهبت للبحث عن مخيم للإيجار، وحرصت على الذهاب في هذا الوقت المتأخر هاربا من الزحام ولتكون فرصتي أكبر في إيجاد مخيم شاغر بعيدا عن أمثالي الباحثين عن مخيمات شاغرة للإيجار ومنافستهم، وعلى الرغم من ذلك استغرقت وقتا ليس بالقصير في عملية البحث وطرْق غرف (مؤجِّري المخيمات) حتى وجدت مخيما شاغرا ومناسبا لكي أقضي فيه أنا وأصدقائي عدة أيام”.