لا يعني أن تشاهد الأعداد الكبيرة في المنتزهات الشعبية المعروفة بالثمامة بمدينة الرياض، أنه لا وجود للمنغصات والملاحظات السلبية والمنفرة هناك، وإن رأيت الناس يتوافدون أفواجاً فلا تقل إن الثمامة هي المكان الأكمل والأمثل، بل اعْزُ الأمر إلى الطبيعة حيث الأجواء الجميلة والكثبان الرملية، وإلى حاجة الكثيرين إلى الخروج وتغيير الروتين، ولا سيما مع قلة المتنفس. وها هم عشاق البراري على رغم تمتعهم برياضات التطعيس والدراجات النارية والجلسات العائلية الدافئة، يتصارحون مع أنفسهم بالإعلان عن مشكلات وشوائب المتنزهات، التي تعكر أفراحهم وترسم علامات الاستفهام حول الوضع الراهن هناك. ويقول المواطن عبدالكريم التركي (45 عاماً): «دائماً ما أخرج إلى الثمامة، ولا سيما عندما تهطل الأمطار لقرب سكني من منتزه الثمامة في شمال الرياض ولعشقي للممارسة رياضة التطعيس التي خصصت لها سيارة، وهو مكان جميل ويجذب السياح حتى الأجانب منهم، إلا أن عدم توافر دورات مياه للعامة على الطريق أكثر ما يزعج المرتادين، وأتمنى من الجهات المسؤولة معالجة هذه الملاحظة». ومن فوق «الطعس» تحدث بندر النغيمش (22 عاماً): «أحرص يومي الخميس والجمعة على الوجود في الثمامة، إذ أجريت تعديلات في سيارتي لتكون أكثر انسيابية للممارسة رياضتي المحببة وهي التطعيس، ولا سيما في الأمطار فيكون للتطعيس مذاق آخر»، مشيراً إلى أن ما يميز الثمامة عن بقية المتنزهات البرية كثرة الكثبان الرميلة ووجود عدد كبير من المتنزهين، إلا أن كثرة الدراجات النارية والسرعة الكبيرة التي يسير عليها الشباب والأطفال في الكثبان الرملية، وهذا ما يزيد من الحوادث في ظل غياب الجهات ذات العلاقة. وقال أبو محمد (30 عاماً): «على رغم كوني من سكان غرب الرياض فإني أحرص على الذهاب مع الأهل إلى الثمامة في عطلة نهاية الأسبوع، فهو متنزه رائع، ولكن يحتاج إلى الاهتمام من الجهات المختصة، مثل توفير دورات مياه عامة إلى جانب مراقبة المتهورين في قيادة الدراجات والسيارات». وطالب بوجود أمني لضبط حركة الشباب الذين يعكرون على المتنزهين رحلتهم، ورفع درجة الوعي لتلافي التلوث الكبير في المتنزه. وعن بعض المخالفات الأخرى أضاف: «أصحاب المخيمات يستغلون الوضع وحاجة الناس إلى التنزه باستقلالية كونه لا يوجد أماكن كثيرة للمتنزهين فيرفعون قيمة الإيجار ليصل إلى 2000 ريال لليوم الواحد، وعدم وجود رقيب يجعلهم يتمادون في الغلاء». وأشار المقيم محمد أحمد إلى أن الثمامة ممتعة عندما يخرج لها مع عائلته، ولكنه في الوقت ذاته يطالب بمزيد من الخدمات في هذا المتنزه، وأن تكون هناك نشاطات للأجهزة المسؤولة عن السياحة، وأن يوضع حد لارتفاع أسعار المخيمات، مشيراً إلى أنه في الدول الأخرى يتم الاهتمام بمثل هذه المتنزهات الطبيعية، وأنه كان هناك ناد للطيران ورياضة التطعيس في وقت سابق إلا أنهما لم يستمرا. وعن تأجير الدراجات النارية، ذكر أحد المتنزهين أن الترفيه عبر الدراجات النارية من أهم الفعاليات والممارسات التي تجذب الكثيرين، لافتاً إلى أهمية العناية بتنظيم تأجيرها ولا يترك محبوها أمام المؤجرين ليرفعوا عليهم الأسعار كما يشاؤون.