نفت باكستان أمس أن تكون تسببت بغارة الحلف الأطلسي التي أسفرت عن مقتل 26 من جنودها وأدت إلى تدهور جديد في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان، فيما قال مسؤولون أفغان إن الغارة الأطلسية التي وقعت السبت الماضي في المناطق الحدودية جاءت رداً على قصف تعرضت له الأراضي الأفغانية من الجانب الباكستاني من الحدود. من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي في مؤتمر صحفي أمس إن "الصين أصيبت بصدمة عميقة من هذه القضية" وطالب بتحقيق "جدي" في هذا "الخطأ". وأضاف أن "استقلال باكستان وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها يجب أن تحترم". وتشدد باكستان على أن الهجوم كان "غير مبرر". وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أطهر عباس في رسالة خطية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "هذا ليس صحيحا. إنهم يختلقون الأعذار". وأضاف ساخرا "وعلى أي حال أين هي خسائرهم لو حصل إطلاق نار من الجانب الباكستاني؟" لكن معظم الأسئلة لا يزال ينتظر الإجابة عليها حول ما حصل فعلا فجر السبت خصوصا بعد ورود تقارير بأن جنودا باكستانيين بادروا بإطلاق النار باتجاه قوات أميركية وأفغانية. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن 3 مسؤولين أفغان ومسؤول غربي أن الأوامر صدرت بشن الغارة الجوية للدفاع عن القوات الحليفة. وأوضح المصدر الغربي الذي رفض الكشف عن هويته للصحيفة أن قوات الأطلسي والقوات الأفغانية "تعرضت لإطلاق نار من قاعدة عسكرية باكستانية" وأنه كان "عملا دفاعيا". وقال مسؤول أفغاني إن الحكومة في كابول تعتقد أن مصدر النيران قاعدة عسكرية باكستانية وليس مسلحين في المنطقة. وقال قائد في شرطة الحدود الأفغانية رفض الكشف عن هويته، لأن المسؤولين منعوا من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام قبل انتهاء التحقيق، إن قوات الأطلسي من النادر أن تفتح النار ما لم تتعرض لهجوم. وقال "من الواضح بالنسبة لي أن إيساف تعرضت لإطلاق نار من تلك المنطقة. وإلا لما كانت ردت". وأشار إلى أن المنطقة جبلية وعرة. وأضاف أن مواقع ناشطي طالبان والقوات الأفغانية والباكستانية غالبا ما تكون قريبة جدا من بعضها بعضا. إلا أن السفير الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة ،جون بولتون، قال "طالما أن باكستان لديها أسلحة نووية يمكن أن تقع بين أيدي متطرفين وتشكل تهديدا للعالم أجمع، فإن ذلك يعطيها موقعا أقوى في المفاوضات". ونقلت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية عن جنود أصيبوا في الغارة أن الهجوم لم يكن مبررا. ونقلت عن أميرزاب خان (23 عاما) أن المنطقة المحيطة بالحواجز التي تبعد قرابة 3 كلم عن الحدود لا ناشطين فيها وأن الليل شهد هدوءا قبل شن الهجوم. واتصلت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار بنظيرتها الأميركية هيلاري كلينتون مساء أول من أمس للإعراب عن "مشاعر السخط الشديد" لدى باكستان.