كابول، إسلام آباد - رويترز، يو بي أي - أكد مسؤول غربي ومسؤول أمني أفغاني بارز امس، ان قوات حلف شمال الأطلسي وقوات أفغانية تعرضت لإطلاق نار عبر الحدود مع باكستان قبل الغارة الجوية التي شنها الحلف على نقطة عسكرية باكستانية وأسفر عن مقتل 24 جندياً باكستانياً. وقال المسؤول الغربي ان قوات التحالف «تعرضت لإطلاق نار عبر الحدود». وأوضح المسؤول الأفغاني أن القوات تعرضت لإطلاق نار من داخل باكستان أثناء نزولها من مروحيات فردّت على النار بالمثل. وطلب المسؤولان عدم نشر اسميهما لأن الهجوم حساس للغاية. في غضون ذلك، أبلغت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار نظيريها البريطاني وليام هيغ والأميركية هيلاري كلينتون في شأن قرارات الحكومة الباكستانية رداً على الهجوم الذي شنّته قوات «الاطلسي» اول من امس. وأعلنت الخارجية الباكستانية أن خار أبلغت كلينتون هاتفياً بقرار الحكومة الباكستانية وقف الإمدادات لقوات التحالف في أفغانستان عبر أراضيها رداً على الحادث، وأمرها بإخلاء قاعدة جوية تستخدم فيها طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في شن هجمات على المتشددين، وذلك خلال 15 يوماً. وذكر البيان أن الوزيرة الباكستانية عبّرت عن «الشعور العميق بالغضب» الذي يشعر به الشعب الباكستاني في أرجاء البلاد لفقده 24 جندياً خلال الهجوم. وشددت خار على أن «هجمات كهذه غير مقبولة أبداً. إنها تظهر تجاهلاً كاملاً للقانون الدولي وحياة البشر، وتعد خرقاً فادحاً للسيادة الباكستانية». وقالت إن هذه الهجمات تلغي التقدم الذي أحرزه البلدان في مجال تحسين العلاقات وتجبر باكستان على مراجعة شروط التعامل مع الولاياتالمتحدة. وعبّرت كلينتون بدورها، عن الأسف لسقوط خسائر بشرية، وعن حزنها لوقوع الحادثة، ونقلت رغبة واشنطن للعمل مع باكستان لحل هذه المسألة. وتحدثت وزيرة الخارجية الباكستانية مع نظيرها البريطاني وأبلغته بقرار حكومة بلادها، وبالغضب الذي يعم باكستان بسبب هجمات التحالف التي تسبّبت بخسائر في الأرواح، وعبّر هيغ عن أسفه لذلك. وأشارت الخارجية الباكستانية في بيان آخر الى أن إسلام آباد عبّرت عن احتجاجها للحكومة الأفغانية على الهجمات التي شنّتها مروحيات التحالف من الأراضي الأفغانية على الأراضي الباكستانية. وشددت إسلام آباد على أن استخدام الأراضي الأفغانية ضد باكستان من جانب قوات التحالف هو خرق للتفويض المعطى له لإجراء عملياته داخل أفغانستان. ورأت أن على الحكومة الأفغانية «اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان ألا تقترف أفعالاً كهذه من أراضيها ضد باكستان». واتصل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بنظيرته الباكستانية للتعبير عن تضامن بلاده مع شعب وحكومة باكستان في شأن هجمات التحالف التي تسببت بمقتل جنود باكستانيين، مؤكداً أن أنقرة كعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستطالب بتحقيق نزيه في شأن الهجمات. وكان الهجوم الذي شنته مروحيات تابعة ل «الاطلسي» أدى إلى مقتل 24 جندياً باكستانياً على الأقل في منطقة مهمند، وتسبب بزيادة حدة التوتر في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان التي تواجه صعوبات بعد احتجاج الأخيرة على قيام واشنطن بغارة أدت إلى مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن على أراضيها من دون إبلاغها. وأمرت الحكومة الباكستانية بوقف الإمدادات لقوات التحالف في أفغانستان عبر أراضيها رداً على الحادث كما أمرت بإخلاء قاعدة جوية تستخدم فيها طائرات من دون طيار تابعة ل «سي آي إي» في شن هجمات على المتشددين.