"رأيت وجوها غير متوقعة فأدركت أن النتائج ستكون غير متوقعة".. عبارة قالها شاعر شاب شارك في الانتخابات التي جرت أول من أمس في نادي جدة الأدبي لاختيار أعضاء مجلس الإدارة الجديد، التي جاءت نتائجها غير متوقعة كما اختصرتها جملة الشاعر، وطبقا لما قالته ل"الوطن" الدكتورة لمياء باعشن التي خرجت غاضبة من نتيجة التصويت مع كثيرين فاجأتهم نتائج التصويت، حيث لم ينجح أحد من أعضاء مجلس الإدارة القديم سوى رئيس النادي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني الذي نال أعلى نسبة أصوات بين المرشحين. وجوم عام خيم على قاعة "الشربتلي" قبل بدء الانتخابات، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان اخترق هذا الوجوم بقوله: يجب أن لا تقلقوا من التأخير فنحن بانتظار الانتهاء من الإعداد الإلكتروني للتصويت. ثم تابع داعيا المجتمع الثقافي إلى التعاون مع المجلس المنتخب في مجال التخطيط والإبداع: أهم ما يحتاجه من يتصدى لإدارة المجتمع الثقافي هو مهارات التواصل الاجتماعي والرغبة في العمل، أي عمل لا يخلو من أخطاء وذلك بسبب الفرق بين النظرية والتطبيق. وبدأ التصويت، بعد تلاشي قدر كبير من التوجس والوجوم، اسم المرشح كان يظهر على ثلاث شاشات أكبرها في خلفية قاعة الشربتلي. بعد ما يقارب 23 دقيقة متواصلة، وبانتظار النتائج استعاد ممثل المثقفين في انتخابات أدبي جدة الدكتور محمد العوين، ذكرى أحد مؤسسي النادي وأول رئيس له الشاعر محمد حسن عواد (1902-1980) الذي توقع قبل عقود في كتابه الشهير "خواطر مصرحة" مشاركة المرأة السعودية في جميع مجالات الحياة بما فيها مجلس الشورى ومجلس الوزراء، وعرج على تاريخ أدبي جدة الذي أخذ على عاتقه الانخراط في الثقافة الحديثة. وقال العوين "لنجرب مرة واحدة أن تكون امرأة على رأس النادي الأدبي"، كما طالب بتمثيل الثقافة بوزارة مستقلة، مشيرا إلى أن صورة ثقافتنا عند الآخرين مشوهة، وهي بالفعل لا ترتقي إلى المكانة التي وصلتها المملكة ككيان كبير ومؤثر، فثقافتنا لا تتسامى مع مكانة بلادنا، ثقافتنا تتضاءل أمام ضخامة الدولة ومكانتها. ما إن انتهى العوين من كلمته حتى أعلن الدكتور الحجيلان المنتخبين لعضوية مجلس الإدارة الذين تقدمهم الدكتور عبدالمحسن القحطاني، ثم ذكرت أسماء عديدة استقبلها البعض بشيء من الدهشة التي ترجمتها "الوطن" إلى سؤال للدكتور الحجيلان عما إذا كان ثمة خطأ في نتائج الانتخابات غيب أسماء لامعة في المشهد الثقافي، فرد بقوله: هذه هي الانتخابات وعلينا قبول نتائجها، هناك فرق بين النظرية والتطبيق. وهو ما وافقه عليه مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني "هذه هي لعبة الانتخابات وعلينا قبولها بحلوها ومرها"، وتابع "كما رأيتم كان التصويت إلكترونيا والنتائج إلكترونية ولم يتدخل أحد فيها". لكن الدكتورة لمياء باعشن أبدت سخطها على النتائج وحملت المسؤولية للكتاب والمثقفين في جدة، وقالت ل"الوطن": أبدا هذه نتيجة غير متوقعة وغير منطقية، فالذي عمل عدة سنوات في النادي وبذل جهودا لإنجاح فعالياته، يخرج صفر اليدين، بينما من يزور النادي للمرة الأولى يصبح عضوا في مجلس الإدارة، أنا لست راضية عن النتيجة، ولكن سنقبل بها. وأضافت باعشن: نحن في الجمعية العمومية يجب أن نتفحص هذه التجربة، وعلينا أن نناقش ونضع توصيفا حقيقيا للمثقف". سيناريو الغضب لم يكتف بقاعة الانتخابات، بل انتقل مع أعضاء مجلس الإدارة المنتخبين إلى صالة الاجتماعات حتى فاز ثلاثة من أكاديميي قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، بمناصب الرئيس ونائبه والمسؤول الإداري، وكان الرابع عبده قزان هو المسؤول عن الإدارة المالية، ما دفع الدكتور عبدالمحسن القحطاني إلى اتهام بعض أعضاء مجلس الإدارة بالتآمر، وتوبيخهم علنا قائلا لقد خدعتموني، وانتزعتموها مني وأنا ابن بجدتها وأبدى القحطاني سخطه على من شارك في هذه المؤامرة، وقال ل"لوطن": إن أكثرهم لم يزر النادي إلا مرة واحدة في حياته، كما أنهم جميعا من تلامذتي، لقد خدعت، إنها مؤامرة دبرت بليل وعن ما تسرب من استقالته قال الدكتور القحطاني، القضية ليست قضية من يرأس الآخر بل قضية "طعنة"، وأنا شاكر لهذه التجربة التي عرفت فيها من يدعون محبتي وصداقتي. وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية سابقا الدكتور أبوبكر باقادر، بدا هادئا ومتقبلا رغم عدم فوزه وعلق: صحيح أنها مفاجأة، لكن ماذا نفعل هؤلاء يبدو أنهم تكتلوا للخروج بهذه النتيجة، لكن لا يقع اللوم عليهم ولكن على المثقفين الفاعلين في الساحة، ومع ذلك يجب أن نكون منصفين قد تكون هذه الإدارة أفضل مما نتوقع.