اعترض مثقفون على قرار وزارة الثقافة والإعلام حل مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي، وإعادة تشكيل الهيئة الإدارية عبر تدوير المناصب الإدارية بين أعضاء مجلس الإدارة، استجابة لمطالبات وشكوى رسمية لإعادة تشكيل المجلس، وطالبوا بإعادة تشكيل الجمعية العمومية، وإعادة الانتخابات، كما حدث في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وذلك لمعالجة الأخطاء التي وقعت أثناء عملية الانتخابات التي جرت خلال الأشهر الماضية. وقالت الدكتورة لمياء باعشن تعليقاً على تدوير المناصب الإدارية في نادي مكة الأدبي: حل المجلس يستدعي إعادة الانتخابات، ولا يوجد بند في اللائحة يجيز تدوير المناصب، وهذا اختراع جديد واختراق للائحة. وأضافت “لا يوجد جديد في إعادة انتخابات الشرقية، أو أي نادٍ غيره، المشكلة تكمن في اللائحة، وفي فتح باب العضوية لمن لا يستحقها، وهذه المرة أرجو أن يكون التصويت ورقياً لإزالة كل لبس”. وفسر الناقد على فايع الألمعي خطوة الوزارة بأنها استجابة لمطالب مجلس الإدارة في أدبي مكة برحيل الرئيس، وإعادة الانتخاب المصغر المقتصر على العشرة. بينما في الشرقية اكتشفت الوزارة أن هنالك تلاعباً حدث قبل الانتخابات بمنح عضوية الجمعية العمومية، وحين ثبت صدق تلك المطالب أمرت بحل المجلس، واعتبار الانتخابات باطلة. وأضاف الألمعي “أعتقد أن كل ناد أدبي تثبت صدقية مطالبه البعيدة عن الفئوية، أو التحزب، ستجد لدى الوزارة الجواب الكافي والمقنع. وهذه خطوات طيبة لمعالجة الأخطاء الفعلية في اللائحة”. من جانبه، قال الناقد حسين بافقيه إن الجدل حول الأندية الأدبية أصبح مملاً، ولن أتحدث عن إعادة انتخابات نادي الشرقية، فثمة مسائل قانونية أتركها للقانونيين، وما حدث في نادي مكة كان سريعاً، حتى يصعب التأمل فيه وفهمه، وما حدث في الانتخابات في الإجمال نتيجة لائحة ثغراتها كثيرة، وهي صيغت على عجل، وكان من الواجب التأني، لكن هذا ما حدث”. وأكد الدكتور عبدالمحسن القحطاني في اتصال هاتفي مع الشرق أنه مازال يعمل رئيساً لنادي جدة الأدبي، ولم يصله أي شيء بشأن اعتماد مجلس الإدارة الجديد. وأوضح القحطاني أنه توقف عن الحديث للصحف بعد تقديمه لاستقالته من إدارة المجلس المنتخب اعتراضاً على نتيجة الاقتراع السري لتوزيع المناصب الإدارية، مع حصوله على المركز الأول في عملية الانتخابات، وفاز بأعلى نسبة تصويت، لكنَّ ما جرى بعد ذلك أن ستة أعضاء اتفقوا على إبعاده في الاجتماع المغلق لاختيار رئيس النادي، واللائحة تتيح لهم ذلك. مضيفاً “لو كان في اللائحة نص يمنح صاحب أعلى نسبة أصوات منصب رئاسة النادي لم يحدث ما حصل”. وعبر القحطاني في حديثه مع الشرق أنه قدم كل ما لديه خلال السنوات الماضية، وبذل جهوداً كبيرة لتحويل النادي إلى صرح ثقافي يضم جمعية الثقافة والفنون بعد بناء المقر الجديد، وساهم في تأسيس جائزة الشاعر العواد، وجائزة نادي جدة للدراسات الأدبية. عبدالمحسن القحطاني