بدت محلات الحلاقة منذ دخول شهر ذي الحجة فارغة من معظم زبائنها لإمساكهم عن أخذ شيء من الشعر حتى القيام بذبح أضاحيهم اقتداء بالسنة النبوية المطهرة، العاملون في تلك المحلات أقروا بانخفاض مداخيلهم نتيجة لذلك، وتوقفهم شبه التام عن ممارسة مهنتهم، وهو ما أكده نصر الدين المشرف على أحد محلات الحلاقة بقوله إن "هذه الفترة لا تشهد إقبالا يذكر، ونقضي معظم أوقات العمل داخل محلاتنا في قراءة الصحف والمجلات ومتابعة القنوات التلفزيونية". إلا أن عددا من تلك المحلات وجدناها على غير العادة مكتظة، ولكن بالأطفال وصغار السن الذين جاؤوا برفقة آبائهم استعدادا لعيد الأضحى المبارك. يقول محمد الحازمي "أحضرت أطفالي لمحل الحلاقة، كون هذه الأيام لا تشهد زحاما يضطرني دائما للمكوث ساعات طويلة، إنها فرصة أردت استغلالها لإنهاء هذه المهمة". أكرم محمود أحد الحلاقين أشار إلى أن محلات الحلاقة تعوض فترة الركود بتقديم عروض مخفضة خاصة بالأطفال, مضيفا أن نجاحها في استقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال يعتمد على موقع محل الحلاقة، وقربه من التجمعات السكنية. ولكون يوم العيد يشهد إقبالا كبيرا، ويعده الحلاقون موسما لا يمكن تفويته، ونظرا لشدة الزحام عليهم، والانتظار لساعات طويلة فقد لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاع الأسعار ولجوء كثير من الشباب إلى إجراء حجوزات بالاتصال على محلات الحلاقة. يقول يحيى زيلعي "انتظرت في محل الحلاقة ساعتين ونصف الساعة لكي أحلق شعر رأسي وذقني، ودفعت خمسين ريالا, ولكن هناك من كان يأتي للمحل بعدنا وينتظرون لدقائق معدودة، وعندما استفسرت عن ذلك علمت أنهم حجزوا مسبقا مواعيد بالاتصال على الحلاق، وهي عملية مريحة للزبون، لكن سعرها يكون مضاعفا". المواطن فيصل إبراهيم البارقي قال "تربطني صداقة مع حلاقي، فأنا أحد زبائنه الدائمين منذ سنتين، وفي مثل هذه المناسبات التي تكتظ فيها محلات الحلاقين بالزبائن، ألجأ إلى حجز موعد، ويكلفني ذلك كثيرا، فحلاقة شعر الرأس مع الدقن تكون ب 100 ريال". وأكد الحلاق التركي سنان تركي أن لديه زبائن لا يأتون للمحل حتى أقوم بالاتصال بهم، حتى لا ينتظروا كثيرا في المحل، وهم غالبا من زبائن دائمين للمحل، لكننا نأخذ مقابل ذلك مبلغا إضافيا على ألا تتجاوز قيمة الخدمات ال100 ريال".