دفع غياب المهرجانات الرسمية في عيد الأضحى الأسر إلى التخطيط للاحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة، فمنهم من اصطحب عائلته بعد صلاة العيد إلى الكورنيش للاستمتاع بالطقس الرائع الذي تتميز به جدة حاليا، فيما آثر البعض منهم التوجه إلى "برحة العيدروس" في المنطقة التاريخية ليتسنى لأبنائهم ركوب الجمال والاستمتاع بالألعاب الشعبية القديمة والملاهي الخشبية، أما البقية منهم فيخلدون إلى النوم نهارا استعدادا للذهاب إما للمراكز التجارية في المساء أو المنطقة التاريخية إحياء لعادات الآباء والأجداد، إذ توجد بعض الفرق الفلكلورية التي تردد الأهازيج الشعبية مع انتشار الأكشاك التي تفوح منها رائحة الأطباق الشعبية كالبليلة، والترمس والسحلب ، والمعمول، والغريبة. وأوضح رئيس بلدية منطقة البلد التاريخية المهندس سامي نوار أن أمانة البلد تحرص كل عام في عيد الأضحى على إحياء الاحتفالات على طريقة الآباء والأجداد، في كافة الحارات القديمة بالمنطقة التاريخية كالشام والمظلوم واليمن والبحر. وأشار في تصريح صحفي أمس، إلى أن هذه المناطق ما زالت تستقبل العديد من سكان جدة الراغبين في قضاء أيام عيد الأضحى في الحارات القديمة، لافتا إلى إقامة الملاهي كل عام في حارة المظلوم واشتراك فرق شعبية بتقديم العروض، فضلا عن وجود الخيول التي يستمتع الأطفال بركوبها. من جهته، أكد المواطن عبد المجيد القحطاني، افتقار جميع مناطق جدة للفعاليات في عيد الأضحى، ما عدا البسيط منها في حارة المظلوم، متسائلا عن سبب غياب الجهات المسؤولة عن ذلك. ويشاركه الرأي أحمد شادي الذي يحرص كل عام على التوجه لمنطقة البلد خاصة حارة المظلوم التي يجد فيها مظاهر العيد القديمة. وفي الجهة المقابلة يحدد قسم آخر من الجداويين طرقا أخرى للاستمتاع بالعيد، فمنهم من يتجه للمدينة المنورة ومنهم من يتجه للشاليهات، ومنهم من يفضل السياحة الخارجية مستغلا انخفاض أسعار تذاكر الطيران للشركات التي تقل الحجاج ذهابا وإيابا. وفي أحد مصليات العيد يمتنع الطفل سالم الجهني ذو الستة أعوام عن الجلوس على سجادة الصلاة مع والده كي لا تتأثر ملابسه، مفيدا بأنه سيتوجه بعد الصلاة لجمع العيدية ومن ثم إلى الملاهي. أما الشاب الثلاثيني محمد المالكي الذي التقته "الوطن" في ملاهي العيدروس مع زوجته وطفليه، فيشير إلى أن عائلته انتقلت للعيش في جدة منذ ما يقارب أربعين عاما، موضحا أن برحة العيدروس تعد المتنفس الوحيد لهم، مستذكرا أيام طفولته حينما كان يقضي تلك الأيام من كل عام في العيدروس، مؤكدا أنه لن يلغي زيارتها أثناء العيد حتى لو بعد 50 عاما. أما على كورنيش جدة في منطقة السقالة فتجتمع الجالية الفلبينية لممارسة هواية الصيد وحولهم مجموعة من الشباب، ومنهم عبد الله الغامدي، الذي أشار إلى أنه قدم إلى منطقة الكورنيش بعد أداء صلاة العيد مباشرة للتمتع بمشاهدة الأمواج والجو الجميل. وفي اتصال أجرته " الوطن" مع عدد من الشاليهات في منطقة أبحر، أكد موظفو الاستقبال أن جميع الفلل مستأجرة من قبل العيد بشهر كامل، حيث يعتبر موسما هاما يمتد لخمسة أيام وتتراوح الإيجارات بين 7 آلاف و15 ألف ريال للفيلا الواحدة لفترة 5 أيام. وعن إقامة فعاليات، أشار موظفو الاستقبال إلى أن لديهم برامج يومية متنوعة سواء في العيد أو غيره، إلا أنها تكون أجمل في العيد.