أوصى المشاركون في ختام مؤتمر مكةالمكرمة الثاني عشر الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وافتتحه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، بضرورة إيصال الدعوة الإسلامية إلى آفاق أرحب، وتعزيز العمل الدعوي ورفده بالطاقات المبدعة وتطوير وسائله عبر خطط وبرامج لتأهيل الدعاة وتزويدهم بالثقافة والمعرفة والتعامل مع التقنية والإعلام الجديد، وإنشاء مراكز رصد بحثية للتعرف على الهجمة على الإسلام ووضع الخطط الناجعة للتعامل معها، وتبصير الدعاة بآداب الدعوة وأهمية مراعاة ظروف المدعوين ومخاطبتهم بما يناسب أحوالهم والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في سد حاجة بعض المجتمعات إلى الدعاة، وتشجيع الدعاة على تعلم لغات المدعوين ومخاطبتهم بألسنتهم وإنشاء مراكز ترجمة لإطلاع مختلف شعوب العالم على كنوز التراث والثقافة الإسلامية والاستفادة من شبكة الإنترنت في المؤتمرات والندوات والاجتماعات وتنشيط برامج التعليم الافتراضي عن بُعد. ودعا المشاركون إلى تنظيم مسابقات ومهرجانات ومعارض تعرِّف بالإسلام ومصادره وتذبُّ عنه وتخدم أغراض الدعوة الإسلامية ومنح جوائز للأعمال ، ودعوة وزارات التعليم في الدول الإسلامية إلى تطوير مناهج التعليم بما يتواءم مع الإسلام وحضارته ، ودعوة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة إلى الاهتمام بموضوع الإعجاز التشريعي في الإسلام وما فيه من الحلول الإسلامية للمشكلات العالمية الراهنة، ودعوة رابطة العالم الإسلامي إلى عقد مؤتمر عالمي للدعوة الإسلامية لوضع ميثاق للعمل الدعوي، وتحديد يوم عالمي للدعوة الإسلامية لحشد طاقات الأمة المسلمة وتذكيرها بواجب الدعوة، ووضع الخطط الإستراتيجية التي توائم بين مشروعات العمل الدعوي وتستخلص الدروس من تجارب هذا العمل، وتعالج سلبياته وتستثمر نجاحاته وترشد مسيرته، وتشجيع المرأة المسلمة على الإسهام في الدعوة من خلال المؤسسات النسوية، ودعوة الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة في الرابطة بذلك، والعناية بشباب الأمة وحثهم على المشاركة في مشروعات العمل التطوعي والإفادة من جهودهم وطاقاتهم، ودعوة الندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من المنظمات الشبابية إلى دراسة التحديات التي تواجه الشباب المسلم في زمن المتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية، وتقديم الحلول لها، والعمل على تكثيف اللقاءات الحوارية مع أتباع الأديان والحضارات وتنفيذ مشروعات تعريفية بالإسلام تستهدف تصحيح الرأي العالمي، وذلك بمشاركة القيادات الإعلامية والثقافية والدينية والأكاديمية المؤثرة، ودعم الأقليات المسلمة في جهودها في التعريف بالإسلام في مجتمعاتها، والعمل على صيانة حقوقها المشروعة بالمحافظة على خصوصيتها الدينية والثقافية من التلاشي والذوبان. كما دعا المؤتمر الرابطة إلى تنظيم مؤتمر حول (الشباب والمتغيرات في العالم الإسلامي) وذلك بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من المنظمات المعنية بالشباب. ودعا المؤتمر الدول الإسلامية إلى تشجيع مؤسسات العمل الدعوي والإغاثي وعونها في الوفاء بحاجات مجتمعاتها، وطالب منظمات المجتمع الدولي بمراجعة إنسانية شاملة لمواقفها من قضايا المسلمين ومؤسساتهم الدعوية والإغاثية، كما دعا المؤتمر الدول الإسلامية إلى اتخاذ الوسائل الجادة لتحكيم الشريعة الإسلامية واستبدالها بالنظم الوضعية؛ فالشعوب الإسلامية تتطلع إلى العيش في كنف الإسلام وشريعته العادلة التي تضمن حقوقها وتقدم الحلول الناجعة لمشكلاتها. وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية حرص العلماء والعاملين في مجالات الدعوة على التأسي بمنهاج النبي في الدعوة إلى دين الله تعالى بوسطيته وعدله والبُعد عن الإفراط والتفريط، كذلك ضرورة تصحيح الصورة المغلوطة المشاعة عن الإسلام وبيان حقائقه السامية ومنهجه الوسطي القويم في التعامل مع المسلمين وغيرهم. ودعا المشاركون إلى تأصيل فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعريف بآدابه وضوابطه والتحذير من منزلقاته ومحظوراته، والأخذ بفقه السياسة الشرعية في الموازنة بين المصالح والمفاسد. وجاء في الجلسة الختامية مطالبة رابطة العالم الإسلامي لإعداد وثيقة تتضمن هذه المبادئ لتكون عوناً للمؤسسات والمراكز الإسلامية، وطلب من الرابطة التنسيق في ذلك مع الجهات الإسلامية المعنية الرسمية والشعبية.