طالب مؤتمر مكة ال 12 «الدعوة الإسلامية.. الحاضر والمستقبل» الذي اختتم أمس، بتأسيس قناة فضائية تابعة لرابطة العالم الإسلامي؛ تعرض الإسلام للعالم بلغاته الحية؛ ليقف العالم على سماحة الدين الإسلامي ورحمته وإشاعة روح المودة، وتتصدى للشبهات والافتراءات المثارة عن الإسلام في وسائل الإعلام والدراسات الاستشراقية. ودعا المؤتمر المجلس الأعلى العالمي للمساجد إلى إنشاء هيئة عالمية للمساجد والأوقاف، تعمل على إشاعة التكافل بين المسلمين واستغلال الأوقاف الإسلامية في النفع العام، واستعادة الأوقاف المسلوبة والمصادرة ؛ وفق الطرق القانونية والمشروعة. ودعا إلى الإفادة من وسائل الاتصال الحديثة في إدارة نشاطاتها وفق أسس علمية دقيقة، والتنسيق بين القنوات الفضائية الإسلامية، لتحقيق رسالتها في الدعوة إلى الإسلام؛ وضبط مناشطها بالضوابط الشرعية، ووضع استراتيجية للإفادة منها جميعا، وتبادل الخبرات بينها، وتكوين وحدات إنتاج إعلامي إسلامي، وتوظيف ما يصدر عنها في حقل الدعوة الإسلامية، وتكليف الهيئة العالمية للإعلام الإسلامي بمتابعة ذلك. أصول الدعوة ورأى المشاركون في المؤتمر أهمية التأسي بمنهاج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الدين بوسطيته وعدله، والبعد عن الإفراط والتفريط، وتصحيح الصورة المغلوطة المشاعة عن الإسلام، وبيان حقائقه السامية، ومنهجه الوسطي القويم في التعامل مع المسلمين وغيرهم، ومكافحة التيارات التي تزرع الفتن بين المسلمين. وأكدوا على تأصيل فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعريف بآدابه وضوابطه، والتحذير من منزلقاته ومحظوراته، والأخذ بفقه السياسة الشرعية في الموازنة بين المصالح والمفاسد وانتهاج الحكمة في تحقيق أهداف الدعوة، التنسيق في برامج الدعاة وخططهم للإصلاح وفق المنظور الشرعي الصحيح، والعمل على تعميق ثقافة الحوار والأسلوب المناسب عند الاختلاف في الرأي. ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي لإعداد وثيقة تتضمن هذه المبادئ، لتكون عونا للمؤسسات والمراكز الإسلامية، وطلب من الرابطة التنسيق في ذلك مع الجهات الإسلامية المعنية؛ الرسمية والشعبية. وسائل الدعوة ودعا المؤتمر إلى تعزيز العمل الدعوي ورفده بالطاقات المبدعة، وتطوير وسائله، بالتنسيق بين مؤسسات الدعوة في وضع الخطط والبرامج المتكاملة، تأهيل الدعاة وتزويدهم بالثقافة والمعرفة المناسبة، والتعامل مع التقنية الحديثة ووسائل الإعلام الجديد، وإنشاء مراكز رصد بحثية للتعرف على الهجمة على الإسلام، ووضع الخطط الناجعة للتعامل معها، وتثقيف الدعاة وتبصيرهم بآداب الدعوة وأهمية مراعاة ظروف المدعوين، ومخاطبتهم بما يناسب أحوالهم، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في سد حاجة بعض المجتمعات إلى الدعاة، وتشجيع الدعاة على تعلم لغات المدعوين، وإنشاء مراكز ترجمة لاطلاع مختلف شعوب العالم على كنوز التراث والثقافة الإسلامية، وتنشيط برامج التعليم الافتراضي عن بعد، وإقامة المسابقات والمهرجانات والمعارض التي تعرف بالإسلام ومصادره، ومنح جوائز للأعمال الدعوية المتميزة. كما دعا المشاركون وزارات التعليم في الدول الإسلامية إلى تطوير مناهج التعليم بما يتواءم مع الإسلام وحضارته وإلغاء ما يتعارض معه، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة إلى الاهتمام بموضوع الإعجاز التشريعي في الإسلام، ورابطة العالم الإسلامي إلى عقد مؤتمر عالمي للدعوة الإسلامية لوضع ميثاق للعمل الدعوي، وتحديد يوم عالمي للدعوة الإسلامية لحشد طاقات الأمة المسلمة، وتذكيرها بواجب الدعوة، ووضع الخطط الاستراتيجية التي توائم بين مشروعات العمل الدعوي. وأكدوا على تشجيع المرأة المسلمة على الإسهام في الدعوة إلى الله عبر وسائل الاتصال الرقمية الحديثة، ومن خلال المؤسسات النسوية، ودعوة الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة في الرابطة بذلك، والعناية بشباب الأمة وحثهم على المشاركة في مشروعات العمل التطوعي والإفادة من جهودهم وطاقاتهم، وتكثيف اللقاءات الحوارية مع أتباع الأديان والحضارات، وتنفيذ مشروعات تعريفية بالإسلام، تستهدف تصحيح الرأي العالمي، وذلك بمشاركة القيادات الإعلامية والثقافية والدينية والأكاديمية المؤثرة. وألمحوا إلى ضرورة دعم الأقليات المسلمة في جهودها في التعريف بالإسلام في مجتمعاتها، والعمل على صيانة حقوقها المشروعة بالمحافظة على خصوصيتها الدينية والثقافية من التلاشي والذوبان. ودعا المؤتمر الرابطة إلى تنظيم مؤتمر حول (الشباب والمتغيرات في العالم الإسلامي)، وذلك بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من المنظمات المعنية بالشباب. الخطاب الديني وأكد المؤتمر على ضرورة الاهتمام بالخطاب الإعلامي وتطويره بما يتلاءم مع ثقافة الأمة ويواجه متطلبات العصر، وضبط أسسه وقواعده وتأصيله على نهج قويم، وعدم الانجرار إلى الخطاب الانفعالي المتسرع، والعناية بإيجاد رأي عالمي صحيح حول الإسلام والمسلمين، تستثمره المؤسسات الإسلامية في علاج قضايا المسلمين وحل مشكلاتهم، وفي التصدي لظاهرة الإسلامفوبيا التي تسعى إلى تشويه الإسلام. وحذر المؤتمر من الخطط الهادفة إلى إحداث شرخ في العلاقات البينية في المجتمع المسلم، وضرورة تحصين الشباب من التيارات والأفكار التي تتناقض مع قيم الإسلام وتوجيهاته، ومواجهة النزعات الطائفية في المجتمعات الإسلامية؛ والتصدي لعوامل الفرقة والنزاع، وترسيخ ثقافة الوحدة الإسلامية، ودعوة الدول الإسلامية إلى تشجيع مؤسسات العمل الدعوي والإغاثي، وعونها في الوفاء بحاجات مجتمعاتها، وطالب منظمات المجتمع الدولي بمراجعة إنسانية شاملة لمواقفها من قضايا المسلمين ومؤسساتهم الدعوية والإغاثية. المؤسسات الدعوية وطالب المؤتمر بتأسيس مراكز بحثية متخصصة لتنسيق جهود العلماء في التخصصات المختلفة، وتحويل هذه البحوث النظرية إلى مشروعات عملية، تكفي الأمةَ حاجاتها، وتحقق لها الاكتفاء الذاتي، ووضع استراتيجية مشتركة حول ثوابت العمل الدعوي، وتنسيق الجهود والبرامج حول أولوياته. ورأوا التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني الاجتماعية والثقافية، والحوار مع مسؤوليها في تحقيق الصالح العام، تطوير أنظمة المؤسسات الإسلامية بتطبيق المعايير الإدارية والعلمية المناسبة في التنظيم والتسيير، وبينوا أهمية تطوير مؤسسات العمل الخيري الإسلامي، وتدريب كوادرها ودعمها، وتنظيم العلاقة بين الدعوة والإغاثة، بما يتجاوز الحساسيات الثقافية والاجتماعية التي يواجهها العمل الإسلامي، ودعوتها للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالإغاثة، والاستفادة من خبراتها وتجاربها. ورفع المشاركون شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الجهود التي يبذلها في دعم الرابطة ورعاية مناشطها وأعمالها الدعوية، وأشادوا بجهود الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله، في أعمال الخير واهتمامه بالعلماء والدعاة، وما يخدم الإسلام والمسلمين، وسألوا الله أن يرحمه ويجزل له المثوبة. ووجهوا الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على ما يقدمه من دعم للرابطة ومساندة للعمل الإسلامي الرشيد، وشكروا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود، أمير منطقة مكةالمكرمة على تقديم التسهيلات التي تعين الرابطة على إنجاز أعمالها.