اختتم ثلة من العلماء والدعاة والباحثين المهتمين بشؤون الدعوة الإسلامية مؤتمر مكةالمكرمة ال 12 أمس، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان «الدعوة الإسلامية: الحاضر والمستقبل»، وذلك في حضور مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي. وأكد المؤتمر في بيانه الختامي أن الدعوة إلى الله فرض على المسلمين، كل بقدره، والعلماء الداعون إلى الإسلام هم ورثة الأنبياء وحملة الخير إلى الإنسانية جمعاء، وأن الدعوة إلى الإسلام هي الدعوة إلى الخير. وبين أن من واجبات الدعوة العلم بأحكامها وفقهها، والإدراك العميق لحقيقة الإسلام ومقاصده وغاياته ووسائله، مع المعرفة الواعية بأحوال المجتمع وثقافته وقيمه. ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إعداد وثيقة تتضمن هذه المبادئ، لتكون عوناً للمؤسسات والمراكز الإسلامية، وطلب من الرابطة التنسيق في ذلك مع الجهات الإسلامية المعنية الرسمية والشعبية، والاستفادة من شبكة الإنترنت في المؤتمرات والندوات والاجتماعات، وتنشيط برامج التعليم الافتراضي عن بُعد، لما في ذلك من حشد الخبرات التي يصعب اجتماعها عبر البرامج التقليدية، ولما فيه من توفير تكاليف المشاريع الدعوية؛ والحث على استخدام وسائط التواصل الحديثة في التكوين والمتابعة والإرشاد للدعاة في أنحاء العالم. كما حث المشاركون الرابطة على عقد مؤتمر عالمي للدعوة الإسلامية، لوضع ميثاق للعمل الدعوي، وتحديد يوم عالمي للدعوة الإسلامية لحشد طاقات الأمة المسلمة وتذكيرها بواجب الدعوة، ووضع الخطط الإستراتيجية التي توائم بين مشاريع العمل الدعوي، وتستخلص الدروس من تجارب هذا العمل، وتعالج سلبياته، وتستثمر نجاحاته، وترشد مسيرته. وطالب البيان بتشجيع المرأة المسلمة على الإسهام في الدعوة إلى الله عبر وسائل الاتصال الرقمية الحديثة، ومن خلال المؤسسات النسوية، ودعوة الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة في الرابطة بذلك والعناية بشباب الأمة، والإفادة من جهودهم وطاقاتهم. وحذر البيان من الخطط الهادفة إلى إحداث شرخ في العلاقات البينية في المجتمع المسلم، وضرورة تحصين الشباب من التيارات والأفكار التي تتناقض مع قيم الإسلام وتوجيهاته، ومواجهة النزعات الطائفية في المجتمعات الإسلامية، والتصدي لعوامل الفرقة والنزاع، وترسيخ ثقافة الوحدة الإسلامية. كما دعا المؤتمر الدول الإسلامية إلى تشجيع مؤسسات العمل الدعوي والإغاثي، وعونها في الوفاء بحاجات مجتمعاتها، وطالب منظمات المجتمع الدولي بمراجعة إنسانية شاملة لمواقفها من قضايا المسلمين ومؤسساتهم الدعوية والإغاثية. وحث الدول الإسلامية على اتخاذ الوسائل الجادة لتحكيم الشريعة الإسلامية، واستبدالها بالنظم الوضعية، والتنسيق بين القنوات الفضائية الإسلامية، لتحقيق رسالتها في الدعوة إلى الإسلام، وضبط مناشطها بالضوابط الشرعية، ووضع استراتيجية للإفادة منها جميعاً، وتبادل الخبرات بينها، وتكوين وحدات إنتاج إعلامي إسلامي خاصة، وتوظيف ما يَصدر عنها في حقل الدعوة الإسلامية، وتكليف الهيئة العالمية للإعلام الإسلامي بمتابعة ذلك. وأشاد المشاركون بجهود رابطة العالم الإسلامي في مجال الدعوة وقضايا المسلمين وشؤونهم، وشكروا رئيس مجلسها التأسيسي، وأمينها العام، والعاملين فيها وفي هيئاتها ومؤسساتها.