طالب عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، الشركات والمؤسسات بتهيئة بيئة مناسبة لإمكانيات المعاق واحتياجاته الحياتية، كما طالبوا بتغيير النظرة النمطية الدونية السلبية للمعاقين. وتحدث محمد صالح عبد الفتاح شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ل"الوطن"، خلال تنظيم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعاية الأطفال المعوقين بجدة، عن صعوبات واجهته أثناء تجربة عمل استمرت عاما ونصف العام في إحدى الشركات، تمثلت في استغلال وضغوطات من زملاء العمل، في إشارة لتحقيرهم له بسبب إعاقته، ومضاعفة الواجبات الوظيفية عليه. وقال "المعاملة أهم عندي من أي راتب، وللأسف كل خطأ يحدث في العمل من الزملاء كان يوضع اللوم علي، وكل الأعمال التي من واجباتي أو غير واجباتي، أكلف بها"، ومازالت النظرة دونية وسلبية للمعاق، مشيرا إلى ما يواجهه من عبارات غير لائقة من بعض الأفراد. ومن جهته أكد مدير إدارة برامج السعودة والتوظيف والمسؤول عن توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في الغرفة التجارية بجدة، صالح أحمد اللحيدان، أنه برغم أن الإعاقة الحركية أكثر الإعاقات المقبولة للعمل، إلا أننا لا نسمح بتوظيفها، لعدم توفير المؤسسات والشركات بيئة عمل مهيأة خصيصا لذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا من هم على الكرسي المتحرك، كدورات المياه، ومواقف السيارات وغير ذلك، ما يشكل صعوبة شديدة للشخص للإنجاز أو حتى لتلبية احتياجات حياتية بسيطة. وأضاف لدينا إدارة خاصة، تعمل على بناء عدة شراكات مع صندوق الموارد البشرية، والجهات ذات العلاقة، ولدينا آلية محددة في ما يختص بالتوظيف والتأهيل، والاحتياجات الخاصة تستقبل جميع أنواع الإعاقات، بعد إثبات الإعاقة بناء على تقرير طبي، ثم يحول إلى مركز التأهيل الشامل، الذي يحدد نوعية الإعاقة وقدراتها، ومن خلال ذلك يوجه خطاب رسمي للمؤسسة الراغبة في التوظيف. ومن جانبه اعتبر مدير صندوق تنمية الموارد البشرية بمنطقة مكةالمكرمة، هشام عبد الرحمن لنجاوي، ملتقى التوظيف أنه يوم الجمع بين القطاع الخاص والباحثين عن العمل، ومشيدا بتجاوب الشباب والشركات. وأكد أن الصندوق لديه عدة برامج لتوظيف المؤهلين بتقديم دعم يصل إلى50% من الراتب، وبرنامج آخر لدعم الشركات لتأهيل الشباب والشابات للقيام بأعمال معينة، بقيمة 75% من قيمة التدريب، و75% من قيمة المكافأة أثناء فترة التدريب، التي تصل إلى 24 شهرا. وكشف مدير مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للأطفال المعاقين بجدة الدكتور عثمان عبده هاشم، أن الهدف من إقامة مثل هذا البرنامج تفعيل دور المعاق من خلال توظيفه والاستفادة من إمكانياته والاعتراف بأحقيته في فرصة وظيفية تحقق له الرضا النفسي وتشعره بوجوده في هذا المجتمع، وبأنه عنصر فعال فيه، كما أنه يهدف إلى دعم برامج الدمج من خلال توظيف هذه الفئة وبالتالي اختلاطها بالمجتمع الخارجي، مؤكدا أنه خلال هذا العام ستكتمل تسع ملتقيات للتوظيف بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز بجدة من قبل برنامج ساب بحيث تشتمل على وظائف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة كوظيفة الاستقبال، أو السكرتارية، أو السنترال، أو أعمال تعتمد على الأشغال اليدوية بالنسبة للإعاقة السمعية.