شنت السلطات العراقية حملة اعتقال ضد من وصفتهم بفلول حزب البعث، مؤكدة أنها حصلت على معلومات من سورية حول مخطط كان سينفذه هؤلاء لإفشال العملية السياسية في العراق. وحسب المصادر الأمنية العراقية فإنه تم اعتقال بعثيين وضباط سابقين في بغداد ومحافظات عراقية، وسط تجاهل الحكومة المطالبات والدعوات لإيقاف الحملة، وتداعياتها على الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. ففي محافظة صلاح الدين تم اعتقال 19 شخصا أمس، وفي بغداد اعتقل 15 من قيادات الحزب في قضاء أبوغريب، وطيلة الأيام الماضية قامت الأجهزة الأمنية باعتقال المئات في محافظات البصرة وديالى والديوانية والأنبار وذي قار. ودافع رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب عن دولة القانون المقرب من المالكي حسن السنيد، عن الإجراءات التي وصفها بأنها استباقية لإحباط مخطط إفشال العملية السياسية، مؤكدا حصول الحكومة على معلومات من سورية عن المخطط البعثي. وقال " قدمت دمشق إلى بغداد معلومات عن أسماء البعثيين المنضمين إلى شبكة واسعة كانت تحاول تنفيذ عمليات إرهابية في البلاد بعد الانسحاب الأميركي لتقويض العملية السياسية وإعادة حزب البعث إلى السلطة ". وتعليقا على حصول بغداد على معلومات من دمشق قال عضو مجلس النواب السابق وائل عبد اللطيف "كان الأجدر بسورية للتعبير عن حرصها على استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق أن تسلم المطلوبين العراقيين لديها إلى الحكومة، وهم من قيادات حزب البعث، واتهموا بأنهم يقفون وراء دعم جماعات مسلحة "، مشيرا إلى أن تسريب المعلومات حول الدعم السوري للعراق " يأتي تنفيذا لمخطط إيراني يحاول تحشيد الدعم العراقي الرسمي والشعبي لنظام بشار الأسد". من جانبها أعلنت قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني وناشطون في الدفاع عن حقوق الإنسان تنظيم تظاهرات احتجاجية يوم الجمعة المقبل في مختلف المدن العراقية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، فيما شهدت محافظة صلاح الدين أمس تظاهرة شارك فيها المئات، طالبت بإيقاف حملة الاعتقالات. ووصفت القائمة العراقية الحملة بأنها أكذوبة. وفيما تتسارع وتيرة انسحاب الجيش الأميركي من العراق، حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إيران أمس، من التدخل في شؤون العراق بعد انسحاب القوات الأميركية في نهاية السنة الحالية. وقال إنه حتى بعد مغادرة آخر الجنود المقاتلين البالغ عددهم 39 ألف عنصر من العراق، ستحتفظ الولاياتالمتحدة بوجود كبير في الشرق الأوسط. أمنيا، قتل سبعة أشخاص وأصيب 26 آخرون أمس جراء انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة بمدينة الموصل (400 كم شمال بغداد).