أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان حملة الاعتقالات التي طاولت بعثيين سابقين وضباطاً في الجيش وأجهزة الإستخبارات في عهد النظام السابق «جاءت بعد ثبوت تورط عناصر الحزب في العمليات الارهابية». وفيما اشار ضابط رفيع المستوى في الشرطة الاتحادية إلى ان»اعتقال هؤلاء جاء نتيجة عمل استخباراتي محض»، كشف مصدر حكومي رفيع المستوى عن تسلم العراق وثائق من المجلس الانتقالي الليبي تشير الى دعم معمر القذافي جناحاً بعثياً غالبية اعضائه من الشيعة، ونفذ هجمات مسلحة داخل البلاد ومخططات لعرقلة انسحاب القوات الاميركية». وشهدت بغداد ومحافظات اخرى خلال الاسبوع الجاري عمليات اعتقال طاولت المئات من اعضاء حزب البعث المنحل وضباطاً سابقين في الجيش وجهاز استخبارات النظام السابق. وقال قادة أمنيون ان هذه الاجراءات احترازية بعد ورود معلومات عن نية تنظيمات بعثية تدعى «حزب العودة» تنفيذ انقلاب اثناء أو بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الحالي. وأكد امس ان حكومته شنت حملة الاعتقالات «بعد ثبوت تورط عناصر حزب البعث المنحل في العمليات الارهابية والخروقات الأمنية في بغداد والمحافظات». وقال الناطق باسم الشرطة الاتحادية المقدم محمد البيضاي في تصريح الى»الحياة» ان «الاعتقالات الجارية هي نتيجة عمل استخباراتي محض وكنوع من الاجراءات الاحترازية لإجهاض مخططات هذه الجماعات لتنفيذ هجمات ارهابية اثناء الانسحاب الاميركي وبعده وإشاعة الفوضى». الى ذلك، أفاد مصدر حكومي، فضّل عدم ذكر اسمه إن «العراق تسلّم وثائق من المجلس الانتقالي الليبي تشير الى دعم معمر القذافي جناحاً بعثياً غالبية اعضائه من الشيعة نفذ هجمات مسلحة داخل البلاد ولديه مخططات لعرقلة انسحاب القوات الاميركية». واضاف ان «الوثائق كشفت بشكل واضح دور القذافي وعائلته في زعزعة الوضع العراقي خلال السنوات الماضية وتقديمه الاموال والاسلحة وتسخير جهاز استخباراته في تجنيد انتحاريين من المغرب وافريقيا واوروبا وتسهيل تسللهم الى العراق». وتابع ان «المعلومات أكدت وجود تنظيمات بعثية من الشيعة في جنوب العراق تعمل تحت إسم «حزب العودة»، وتم العثور على اسماء المئات من عناصرها في مكاتب الاستخبارات الليبية مع عناوينهم ومهمة كل واحد». وأضاف أن «النظام الليبي كان يمول هذه العناصر ويوجهها للقيام بهجمات دموية داخل العراق لقتل جنود اميركيين وعراقيين والاعداد لانقلاب عقب اكمال الانسحاب». وعلمت «الحياة» من ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي ان «قوائم المطلوب اعتقالهم لم تقتصر على بعثيين او ضباط سابقين بل شملت العشرات من عناصر في جيش المهدي وعصائب اهل الحق التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي وافراد من كتائب حزب الله العراقي ولواء اليوم الموعود». واشار إلى ان «بين المطلوبين من سبق ان صدرت في حقهم مذكرات اعتقال ومطلوبون وآخرون اطلق سراحهم، مثل اسماعيل حافظ اللامي المعروف بأبي درع وشقيقه سلمان حافظ اللامي المتهم بمهاجمة مدنيين واحراق منازل في مدينة الصدر الربيع الماضي وشخص آخر يدعى الشيخ باقر، واركان الحسناوي، وهو احد ابرز قادة عصائب اهل الحق» في بغداد بزعامة الشيخ قيس الخزعلي الذي كان احد مساعدي الزعيم الديني مقتدى الصدر ابان الصدام المسلح بين «جيش المهدي» والقوات الاميركية في النجف بين 2004 و2005، اضافة الى مستشار سابق للمالكي من التيار الصدري اسمه الحاج شبل، سبق واعتقل عام 2008 على خلفية توسطه في عملية اطلاق 5 بريطانيين اختطفتهم»العصائب». الى ذلك أعتقلت قوة أميركية عراقية مشتركة 6 عناصر من حراس صلاة الجمعة في محافظة البصرة. وفيما لم تعلق السفارة والجيش الاميركي على الحادث، اتهمت «كتلة الاحرار» واشنطن ب»السعي إلى اشاعة الفتنة والفوضى قبل انسحابها «. واعلن القيادي في «تيار الصدر « مازن المازني ان» قوة اميركية تصحبها قوة من الجيش العراقي ضربت صباح اليوم (امس) طوقاً حول ساحة صلاة الجمعة في منطقة 5 ميل وسط البصرة، لأكثر من 3 ساعات ودهمت قوة مشتركة اخرى الساحة واعتقلت 6 حراس كانوا فيها «. وأضاف أن «لا مبرر لهذه العملية الاستفزازية لأتباع التيار الصدري»، مطالباً الجيش العراقي ب»تفسير مقنع لما حصل».